معنى الغلو في الدين ونبذة في تاريخه وأنواعه
تعريف الغلو:
-
الغلو في اللغة:
معناه: الارتفاع في الشيء وتجاوز الحد فيهجمهرة اللغة لابن دريد (2/961). قال ابن فارس: "الغين واللام والحرف المعتل: أصل صحيح يدل على ارتفاع ومجاوزة قدر، يقال: غلا السعر يغلو غلاءً، وذلك ارتفاعه، وغلا الرجل في الأمر غلواً إذا جاوز حده"مقاييس اللغة (باب العين واللام من كتاب الغين، (4/387-388).
وقال الجوهري: "وغلا في الأمر يغلو غلواً، أي: جاوز فيه الحد"الصحاح (6/2448).
وقال ابن منظور: "أَصلُ الغَلاء الارتفاعُ ومُـجاوَزة القَدْرِ فـي كلِّ شيء, وغلا في الدين والأمر يغلو غلواً: جاوز حده"لسان العرب (15/131-132).
ومنه اشتقاق الشيء الغالي؛ لأنه قد ارتفع عن حدود الثمنجمهرة اللغة لابن دريد (2/961).
-
والغلو في الاصطلاح:
عرّف العلماء الغلو في الاصطلاح بتعاريف متفقة من حيث الجملة مع التعريف اللغوي الذي سبق ذكره، ومحصلتها أن الغلو: مجاوزة الحد المشروع في الدين بالاعتقادات أو الأقوال أو الأعمال.
عن ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ: (هَاتِ، الْقُطْ لِي، فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ، فَلَمَّا وَضَعْتُهُنَّ فِي يَدِهِ، قَالَ: بِأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ)رواه النسائي (3057)، وابن ماجه (3029)، وأحمد (1851)، وصححه ابن خزيمة (2867) وابن حبان (3871)، ومعنى "غداة العقبة": أي صباح يوم النحر حيث ترمى جمرة العقبة، "القط لي": أي اجمع لي الحصى، "الخذف": الحصى الصغار التي يرمى بها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الغلو مجاوزة الحد بأن يزاد في الشيء في حمده أو ذمه على ما يستحق، ونحو ذلك"اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (1/328).
وقال أبو بكر الجصاص: "هو مجاوزة حد الحق فيه"أحكام القرآن ( 3/282).
وقال ابن حجر: "المبالغة في الشيء والتشديد فيه بتجاوز الحد"فتح الباري شرح صحيح البخاري (13/278).
-
ضابط الغلو:
يكون الغلو بتعدي الحد الذي أمر الله به، بالزيادة عليه أو التشديد فيه، ونحو ذلكينظر أنواع الغلو من هذا البحث،وهذا التعدي هو الطغيان الذي نهى الله عنه في قوله: {وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي}[طه: 81].
-
مرادفات الغلو:
وردت في الأحاديث مرادفات للغلو منها:
1. التعمّق: يقال تَعَمَّق فِي الأَمر فهو مُتَعَمِّق، وهو "المُبالغ فِي الأَمر المتشدِّد فِيهِ الَّذِي يَطْلُبُ أَقصى غَايَتِهِ"لسان العرب (10/271).
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَاصَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرَ الشَّهْرِ، وَوَاصَلَ أُنَاسٌ مِنَ النَّاسِ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (لَوْ مُدَّ بِيَ الشَّهْرُ لَوَاصَلْتُ وِصَالًا يَدَعُ المُتَعَمِّقُونَ تَعَمُّقَهُمْ، إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي)رواه البخاري (7241)، ومسلم (1104)، ومعنى الحديث كما جاء في رواية أخرى عند البخاري (6851): (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال، فقال رجلٌ من المسلمين: فإنك يا رسول الله تواصل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأيكم مثلي؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني. فلمَّا أبوا أن ينتهوا عن الوصال, واصل بهم يوماً، ثم يوماً، ثم رأوا الهلال، فقال: لو تأخَّر الهلال لزدتكم. كالمنكِّل لهم حين أبوا أن ينتهوا). قال النووي: "الْمُتَعَمِّقُونَ: الْمُشَدِّدُونَ فِي الْأُمُورِ، الْمُجَاوِزُونَ الْحُدُودَ فِي قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ"(شرح النووي 7/214).
2. التنطّع: وهو التعمّق والغلو والتكلف في القول والعمل بما لم يأت به الشرعالمجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث للمديني (3/313)، وغريب الحديث لابن الجوزي (2/418). عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ) قَالَهَا ثَلَاثًارواه مسلم (2670)،قال النووي: "المتنطعون أي المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم"شرح صحيح مسلم (16/220). وقال الخطابي: "المتنطّع المتعمّق في الشيء المتكلف للبحث عنه على مذاهب أهل الكلام الداخلين فيما لا يعنيهم، الخائضين فيما لا تبلغه عقولهم"معالم السنن (4/300).
3. التشدّد: وهو خلاف التيسير، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا)،رواه البخاري (39). قال ابن حجر: "وَالْمُشَادَّةُ بِالتَّشْدِيدِ الْمُغَالَبَةُ ... وَالْمَعْنَى: لَا يَتَعَمَّقُ أَحَدٌ فِي الْأَعْمَالِ الدِّينِيَّةِ وَيَتْرُكُ الرِّفْقَ إِلَّا عَجَزَ وَانْقَطَعَ فَيُغْلَبُ"فتح الباري (1/94). وقال ابن قرقول: "ومعناه: التعمق والغلو في الدين، وقوله: "إِلا غَلَبَهُ" أي: أعياه غلوّه وأضعف قوته"مطالع الأنوار على صحاح الآثار (5/148).
وإلى التشدد ترجع كثير من المترادفات كالتعنّت: وهو بمعنى التشدد، ويعني المشقة، وهو عكس التيسير، وقد ورد في حديث جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا وَلَا مُتَعَنِّتًا وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا)رواه مسلم (1478).
والعنف: وهو ضد الرفق، ويكون في التعامل والسلوك، وقد نهى النبي صلى الله عيله وسلم عن العنف وأمر بالرفق، فقال لعائشة رضي الله عنها: (إن الرفق لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ)رواه مسلم (2594). والرفق مطلب مهم في الدعوة إلى الله، قال تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}[النحل: 125]، والعنف صارف للناس عن قبول الحق، ومنفّر لهم عن الاستجابة للدعوة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي المَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَهُ النَّاسُ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (دَعُوهُ وَهَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ، أَوْ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ)رواه البخاري (217).
ويقابل الغلو: التفريط، وهو التساهل وإضاعة حدود الله وأوامره، وهو يؤدي إلى الجفاء بسبب البعد عن اتباع الشرع ولزوم سنة الهادي صلى الله عليه وسلم.
وخير الأمور الوسط: فلا إفراط ولا تفريط، ولا غلو ولا جفاء، ولا زيادة ولا نقصان، عَنِ الْحَسَنِ -رحمه الله- قَالَ: "سُنَّتُكُمْ, والله وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَا هُوَ بَيْنَهُمَا بَيْنَ الْغَالِي وَالْجَافِي, فَاصْبِرُوا عَلَيْهَا رَحِمَكُمُ الله"رواه الدارمي (222).
وقال عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله- يصف السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومنهجهم في العقيدة: "فَمَا دُونَهُمْ مِنْ مَقْصَرٍ، وَمَا فَوْقَهُمْ مِنْ مَحْسَرٍ، وَقَدْ قَصَّرَ قَوْمٌ دُونَهُمْ فَجَفَوْا، وَطَمَحَ عَنْهُمْ أَقْوَامٌ فَغَلَوْا، وَإِنَّهُمْ بَيْنَ ذَلِكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ"رواه أبو داوود (4612). ونقل ابن القيم عن بعض السلف قوله: "ما أمر الله تعالى بأمرٍ إلَّا وللشَّيطان فيه نزغتان، إمَّا إلى تفريط وتقصير، وإمَّا إلى مجاوزةٍ وغلوٍّ، ولا يبالي بأيِّها ظَفَر"إغاثة اللهفان (1/116). ونقل عن غيره قوله: "دين الله بين الغالي فيه والجافي عنه, وقد مدح –تعالى- أهل التوسط بين الطرفين المنحرفين في غير موضع من كتابه"الصلاة وأحكام تاركها (1/159).
-
تاريخ الغلو:
الغلو قديم في البشر، فأول شرك وقع في الأرض كان سببه الغلو في الصالحين؛ حيث غلو في محبتهم، وصنعوا تماثيل على صورهم ليتذكروهم، ثم عبدوهم، قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}[نوح: 23] قال: "أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ، فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ، أَنِ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمُ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ، فَفَعَلُوا، فَلَمْ تُعْبَدْ، حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ العِلْمُ عُبِدَتْ"رواه البخاري (4920).
ثم وقع الغلو في الأمم بعد قوم نوح، لكنه كثر وانتشر في بني إسرائيل، قال الله –تعالى- مخاطباً أهل الكتاب: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ} [المائدة: 77]، وقال: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}[النساء: 171].
وقد عالج النبي -صلى الله عليه وسلم- ما لمسه من ظواهر سلوكية فيها تشدد ظهرت في عهده، وحذّر أصحابه من الغلو أشد تحذير، وأرشدهم إلى اتباع السنة، ومن ذلك ما جاء في حديث أنس -رضي الله عنه- قال: (جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي)رواه البخاري (5063)، ومسلم (1401).
وقال عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟، فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَلاَ تَفْعَلْ صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، فَشَدَّدْتُ، فَشُدِّدَ عَلَيَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً قَالَ: فَصُمْ صِيَامَ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَلاَ تَزِدْ عَلَيْهِ، قُلْتُ: وَمَا كَانَ صِيَامُ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ؟ قَالَ: نِصْفَ الدَّهْرِ، فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ بَعْدَ مَا كَبِرَ: يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)رواه البخاري (1975)، ومسلم (1159).
وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ظهرت فرقٌ غلت في الدين فكانت الخوارج أول فرقة وقع منها الغلو في التكفير الذي امتد إلى مختلف مسائل العقيدة والسياسة الشرعية والحكم.
وظهر التشيع القائم على الغلو في علي –رضي الله عنه- وآله.
وكان صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتصدون لهم، ويبينون بطلان مسلكهم، ويحذرون من مَغبة السير في طريقهم، ويرشدون الناس إلى الطريقة الصحيحة الوسط، التي جاءت بها شريعة الإسلام .
-
أنواع الغلو:
1. الغلو الاعتقادي: وهو من أخطر أنواع الغلو، ومن أشد أنواعه:
-
الاعتقادات الباطلة في الله بالإلحاد في أسمائه وصفاته وآياته.
-
الغلو في الأنبياء والصالحين: بادعاء شيء من صفات الله لهم، والاستغاثة بهم، ودعائهم، والتبرك بهم.
-
اعتقاد انحصار الحق في شخص أو فئة، وتعظيم أقوالهم وأفعالهم، وتحكيمها في الشريعة وتقديمها عليها.
-
الغلو بتكفير المسلمين بغير حق، واستحلال دمائهم وأموالهم بذلك، وفي صفة هؤلاء قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)رواه البخاري: (3344).
-
الغلو في التفسيق و التبديع وذم المخالف.
2. الغلو العملي: ومن أمثلته:
-
تكلّف التعمق في معاني النصوص.
-
التشدد في تطبيق أحكام الشريعة وعدم الأخذ بالرخص، وكالتشدد في الفتوى وتنفير الناس.
-
الابتداع في الدين وإحداث أموراً ليست منه.
-
الزيادة في العبادة عن الحد المشروع، كصيام الدهر، أو إيجاب السنن.
-
التشديد على النفس بترك التيسير عليها، أو منعها من المباحات.
مصادر ومراجع عن الغلو:
-
مشكلة الغلو في الدين في العصر الحاضر: الأسباب، الآثار، العلاج. د.عبد الرحمن بن معلا اللويحق.
-
الغلو في الدين في حياة المسلمين المعاصرة، دراسة علمية حول مظاهر الغلو ومفاهيم التطرف والأصولية. د. عبد الرحمن بن معلا اللويحق.
-
الغلو في الدين، ظواهر من غلو التطرف وغلو التصوف، د. الصادق عبدالرحمن الغرياني.
-
دراســة ظاهرة الغلو في الدين، د. أحمد بن عثمان المزيد
-
ظاهرة الغلو في التكفير، د. القرضاوي
-
الموسوعة الميسرة للأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة
اقرأ أيضاً : مطوية: الغلو في الدين