في ظلال آية - 1 {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ....} [النساء: 171].
قال عزّ وجلّ: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلً} [النساء: 171].
هذه الآية نزلت في محاجّة النصارى خاصّة بعد محاجة اليهود وإقامة الحجة عليهم، وقد غلت اليهود في تحقير عيسى -عليه السلام- وإهانته والكفر به ففرّطوا كلّ التفريط، وغلت النصارى في تعظيمه وتقديسه فأفرطوا كلّ الإفراطتفسير المنار (1/67)..
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
"ينهى -تعالى- أهلَ الكتاب عن الغلو والإطراء، وهذا كثير في النصارى، فإنّهم تجاوزوا الحدّ في عيسى حتى رفعوه فوق المنزلة التي أعطاه الله إياها؛ فنقلوه من حيّز النبوة إلى أن اتخذوه إلهًا من دون الله يعبدونه كما يعبدونه، بل قد غلوا في أتباعه وأشياعه ممن زعم أنّه على دينه، فادّعوا فيهم العصمة، واتّبعوهم في كل ما قالوه سواء كان حقًّا أو باطلًا، أو ضلالًا أو رشادًا، أو صحيحًا أو كذبًا، ولهذا قال الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ}. وعند أحمد من حديث عمر -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ)"تفسير القرآن العظيم (2/424)..
إضافة تعليق جديد