الخطأ في فهم مشكلة الغلو
يتخوّف بعض الآباء والأمهات من اجتهاد أولادهم في الطاعات أو تحرّزهم من المعاصي؛ خشيةَ أن يجرّهم ذلك إلى الغلوّ!!
وهذا التخوّف من ينشأ بسبب ثلاثة أخطاء في فهم المشكلة:
الأول: خطأ في فهم كيفية نشوء الغلو
فالغلو لا ينشأ بسبب الحرص على التديّن وتجنّب الحرام .. ثم يزيد حتى يتحوّل لاحقًا إلى غلو في الدين! بل هو خلل في التفكير وانحراف في السلوك، وهذا الخلل قد يأتي على صاحب تعبّد كما قد يأتي على من هو مفرّط.
الثاني: خطأ في معرفة واقع الغلاة مع العبادة
فكثير ممن دخل في الغلو لم يعرِف الناسُ عنهم تديّنًا ظاهرًا، بل بعضهم عُرفوا بخلاف ذلك، فهم مقصّرون في التعبّد، وفيهم ضعف ديانة تُجَرِّئهُم على المحرّمات، وحالهم بعيد عن حفظ القرآن أو المحافظة على السنن.
الثالث: خطأ في الغفلة عن أثر الهداية
فالهداية بيد الله، يقلّب الله قلوب العباد كيف شاء. ومن آثارها: توفيق الله للعبد وحفظه له وصرفه عن الفساد والغلو.
وأسباب الهداية كثيرة منها: اشغال النفس بالطاعة والعمل الصالح، والنصح والحثّ على الخير، والصبر على ذلك، والدعاء ورجاء الله وحسن الظنّ به.
لا شكّ -إذن- أنّ الطاعات كلها هي من أعظم أسباب الحفظ من كل انحراف، فالواجب على من يخاف انحراف ولده عن الدين أن يزيد من حرصه على تدينه لا أن يبعده عنه ويحرمه منه!
حساب الكاتب على تويتر بتصرّف
إضافة تعليق جديد