تنظيم (حرّاس الدين) ورؤوس الغلاة في (هيئة تحرير الشام) يرفضون اتفاق سوتشي
أصدر تنظيم (حراس الدين) يوم السبت 22 أيلول بيانًا أعلن فيه رفضه اتفاق سوتشي الذي تمّ بين تركيا وروسيا في 17 أيلول، ونصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق سيطرة النظام، وعلى إقامة منطقة خالية من السلاح بين مناطق سيطرة الطرفين، وتسيير دوريات مشتركة (تركية وروسية) على حدود المنطقة المحدّدة التي يصل عرضها إلى 20 كم.
وقال تنظيم (حراس الدين) في بيانه المطوّل الذي نشره على معرّفاته الرسمية: "تمر ساحة الجهاد في بلاد الشام بمرحلة حاسمة وخطيرة، اجتمعت فيها قوى الشر والكفر العالمي للقضاء على المشروع الجهادي فيها".
وأضاف: "بعد انتهائهم من مكرهم الكبّار الذي حيّدوا فيه مناطق الصراع ليستفرد النظام والروس والروافض بمناطق أهل السنة ... ثم يحصروهم أخيرًا في مناطق ضيقة ومحصورة في الشمال، كلّ ذلك جرى تحت مسمى خفض التصعيد".
وأعلن البيان أيضًا رفضه لما سمّاه بالمؤامرات، ومما جاء فيه: "نحن في تنظيم حراس الدين نرفض البيان والمؤتمرات حول إدلب، ونحذّر من هذه المؤامرة الكبرى، ونذكّر بما حصل في البوسنة باتفاقية نزع السلاح، وننصح إخواننا بالعودة إلى الله ومحاسبة النفس والتوبة الصادقة ثم إعادة ترتيب ما تبقّى من قوّة وإمكانيات، والتعاون على البر والتقوى، والبدء بعمليات عسكرية على أعداء الدين بما يفسد مخططاتهم".
بيان تنظيم حراس الدين
وكعادة تنظيميّ الدولة الإسلامية والقاعدة يذيل (حراس الدين) بيانه بدعوة من سماهم "الإخوة الصادقين" للنفير إلى أرض الشام ونصرة أهل الشام، كما دعا أصحاب الأموال إلى "البذل في سبيل الله ودعم الجهاد الشامي".
يذكر أنّ تنظيم "حراس الدين" يضم شخصيات معروفة من تنظيم القاعدة، كأبي همام الشامي القائد العسكري السابق في (جبهة النصرة)، وإياد الطوباسي أبي جليبيب، وسامي العريدي، وخالد العاروري أبي القسّام، وبلال خريسات أبي خديجة الأردني، وأبي عبد الرحمن المكي، ويستند هذا التنظيم إلى أدبيات القاعدة، ويعتمد على مرجعياتها، ويعدّ أول فصيل عسكري في إدلب يرفض اتفاق سوتشي، على الرغم من أنّه لا يشكّل ثقلًا في الساحة العسكرية، وليست لديه نقاط رباط على الخطوط الساخنة مع النظام، وليس لديه حاضنة شعبية.
إلى جانب ذلك أعلن قادةٌ معروفون في (هيئة تحرير الشام) عن رفضهم للاتفاق، كأبي اليقظان المصري وأبي الفتح الفرغلي، ورئيس المكتب السياسي السابق لـ (تحرير الشام) زيد العطار.
فقد قال أبو اليقظان المصري عبر حسابه تلغرام مفتعلًا التشويش وداعيًا إلى توجيه السلاح إلى الفصائل الثورية التي قبلت باتفاقية سوتشي: "مَنْ يطلب منك تسليم سلاحك فهو أولى بالقتال من غيره". كما اتهم أبو اليقظان من يقوم بتطبيق اتفاق سوتشي بالخيانة والعمالة.
ومتابعةً في إثارة المشاكل الداخلية يقول أبو اليقظان في منشور آخر: "رفعوا شعارات الوصاية التركية والمنطقة الآمنة وحماية المدنيين، وإذا النتيجة درع الفرات وغصن الزيتون، وهي مناطق خاضعة للتفاهمات الدولية التي تقرّ بحق السيادة السورية للنظام المجرم عليها".
أما أبو الفتح الفرغلي فقد علّق يوم الثلاثاء 18 أيلول على بنود الاتفاق، فقال: "لا يوجد أي قلق بأن يسلم المجاهدون الصادقون سلاحهم، بل جميعهم متعاهدون أنّ من يطلب منهم تسليم سلاحهم -أيًا كان- فهو عدو لا مِرَاءَ فيه، فالتفريط في هذا السلاح خيانة للدين ولإعلاء كلمة الله ولدماء الشهداء التي بُذلت لتحصيله."
ونشر زيد العطار عبر حسابه على تلغرام: "سلاحنا الذي هو عزّنا ورفعتنا وصمام أمان هذا الجهاد المبارك، بل هو الضامن الوحيد لتحقيق أهداف الثورة بنيل الحرية والكرامة، فعدونا لا يعرف سوى لغة القوة".
يذكر أنّ اتفاق سوتشي –الذي يُعدّ ثمرةً لجهودٍ تركيّة، للحيلولة دون تنفيذ نظام الأسد وداعميه هجومًا عسكريًّا على إدلب، التي يقيم فيها نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين- لقي ترحيبًا في الشمال السوري، فخرجت مظاهرات تؤيد الموقف التركي، كما رحّبت الجبهة الوطنية لتحرير سوريا بالاتفاق في بيان لها يوم السبت 22 أيلول، ووضحت أنّها ستتعاون مع
"الحليف التركي لتجنيب المدنيين ويلات الحرب"، وأكّدت عدم ثقتها بالعهود الروسية وإبقاءها على الجاهزية العسكرية.
بيان الجبهة الوطنية للتحرير
إضافة تعليق جديد