(منشأة تاميكو) ليست أولى مسروقات (هيئة تحرير الشام)
لم تتوقف انتهاكات (هيئة تحرير الشام) -جبهة النصرة سابقًا- على ملاحقة الناشطين الثوريين وزجّهم في معتقلاتها وتصفيتهم بتهم الكفر والردّة، بل وصل بها الأمر إلى سرقة عموم السوريين، فاستولت على الممتلكات والمرافق العامّة، ووضعت يدها على الثروات الباطنية، حتى بات عناصرها يبيعون ممتلكات البلاد وآثارها بآلاف وملايين الدولارات، كيف لا وهم يعتبرونها غنيمة كبيرة وحقًا مكتسبًا لا ينازعهم فيه أحد!!
فقد تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي عقد بيع يعود إلى تاريخ 25/ 6/ 2018م، يقوم بموجبه الطرف الأول واسمه: أبو عبد الله العراقي، أمير قطاع خان العسل بريف حلب الغربي، ببيع منشأة (تاميكو) للطرف الثاني المدعو عمران حسين حمود، بمبلغ 50 ألف دولار أمريكي! وقد تضمّن العقد شراء الحديد الموجود بالمباني التي بداخل المنشأة بما فيها، والأكبال (الأسلاك) الكهربائية إن وجدت، والأشجار والبقايا الحجارية، وكل الطوناجيقصد بها: المعدات التي لم تعد صالحة للاستعمال، وتباع كمادة خام لإعادة صهرها.الموجود داخلها.
ونصّ عقد البيع على أن يدفع المشتري 20 ألف دولار دفعة أولى بتاريخ 1-7-2018 وتقسيط باقي المبلغ على ثلاثة أشهر بواقع 10 آلاف دولار كل شهر، ووقّع العقد نيابة عن العراقي: "أبو عمر الحلبي"، والمشتري: عمران حسين حمود، إضافة إلى توقيع الشاهدين: عباس السرميني وعلي حسين حمود.
والملاحظ في هذا العقد هو أن البائع (أبو عبد الله) مجهول، ينوب عنه مجهول (أبو عمر)، فمن هو أبو عبد الله ومن هو أبو عمر؟ وما اسمهما الصريح؟ ويبدو كذلك أن البائع لا يعرف محتويات المنشأة على وجه الدقّة، فكتب في العقد (والأكبال الكهربائية إن وُجدت)! وهذا حال السارقين الذين يبيعون ما لا يملكون.
يذكر أنّ منشأة (تاميكو) -وهي (الشركة الطبية العربية)، ولها عدّة فروع في سورية، وهي متخصصة بإنتاج الأدوية وأغذية الأطفال- كانت (جبهة النصرة) قد وضعت يدها عليها منذ دخولها إلى سورية، وتصرّفت بها كما لو أنّها ملك من أملاكها.
سرقات (هيئة تحرير الشام) السابقة:
وليست هذه المرة الأولى التي تقوم بها (هيئة تحرير الشام) بسرقة المنشآت وبيعها، فقد قامت من قبل خلال الشهور الماضية بالتعاون مع (الحزب التركستاني) بتفكيك وبيع سكة القطار التي تصل المحافظات السورية ببعضها. ففي 10-1-2018م قامت مجموعة تابعة للحزب التركستاني بفكّ سكة قطار حلب اللاذقية في قرية جنّة القرى بريف جسر الشغور. وشهدت أقسام من السكة الواقعة تحت سيطرة (تحرير الشام) عمليات تفكيك للحديد وبيعه، وبيع الأخشاب المستعملة في عملية تنظيم السكة.
وإصرارًا من (تحرير الشام) على إتمام عملية سرقة الممتلكات العامّة: كلّف المكتب الاقتصادي العام في الهيئة بتاريخ 6-8-2018م المدعو (شيبان عبد الهادي) بالإشراف على تفكيك سكّة الحديد ابتداء من كفر يحمول في ريف إدلب الشمالي الشرقي حتى محطّة كفر حلب بالقطاع الغربي بمسافة تقدر بـ 16 – 20 كم.
وردًّا على هذه الجرأة في سرقة الممتلكات العامة وتخريبها أصدر المجلس المحلي لبلدية قرية كفر نوران بيانًا ردّ به على قرار (تحرير الشام)، ومما جاء فيه: "تردّد إلى مسمعنا أنَّ هناك بعض الجهات العبثية التي تحاول الإضرار بممتلكات القرية من سكة القطار وغير ذلك، ولا هدف لذلك إلّا السرقة، وإننا في بلدة كفر نوران بدءًا من المجلس المحلي والهيئة الثورية ومجلس الشورى سنقف في وجه أيّ عمل تخريبي يمسّ بممتلكات البلدة مهما كلف الأمر".
وإضافة إلى سرقة ما هو على ظاهر الأرض: أقدمت (تحرير الشام) على القيام بأخطر نوع من السرقة، ألا وهو سرقة حضارة المنطقة وتاريخها، فقامت بالتنقيب على الآثار واستخراجها وبيعها في الأسواق العالمية بمبالغ بلغت مئات ملايين الدولارات، ومن تلك العمليات: عملية تنقيب قميناس، وكانت نتاج تعاون بين (تحرير الشام) و (الحزب الإسلامي التركستاني)، حيث جرت عملية التنقيب لتلّ دينيت الأثري في منطقة قميناس، وجرى إزالة قسم كبير من التل، واستخراج الدفائن والكنوز الأثرية، وأكّدت مصادر متقاطعة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ كمية المستخرجات كانت ضخمة، وجرى تحويل عائدات بيعها إلى كل من (تحرير الشام) و (الحزب التركستاني).
بعد كل هذه السرقات التي أقدمت عليها (هيئة تحرير الشام) بالتعاون مع من يشاركها أفكار الغلو تحت شعار: "نصرة أهل الشام" تحاول اليوم أن تسرق ثورة الشعب السوري وتضحياته، وأن تصبغ راية الثورة بالسواد والإرهاب. ربما استطاعت وضع يدها على المنشآت التجارية والصناعية، والاستيلاء على الكثير من الأموال، إلا أنّها لم تستطع السيطرة على ثورة الحق التي خرج فيها الشعب السوري من أجل حريته وكرامته، وردًّا على من سرق بلادهم ونهب ممتلكاتها.
إضافة تعليق جديد