(تحرير الشام) تتابع بياناتها المسرحية وتدعو إلى نصرة الجنوب السوري
لم تتوقف تنظيمات الغلاة في سورية عن الصيد في الماء العكر، وتشويه الأحداث واستغلالها، وإظهار نفسها في مظهر المدافع عن الشعب السوي، المضحّي من أجله، كما أنّها دأبت على اتهام فصائل الجيش الحرّ بالتخاذل والهزيمة والخيانة والردّة، بل وصل الأمر إلى قيامها باتهام الثوار بأفعال تقوم بها، فهي ترى أنّ كل ما تقوم به حلال لها، حرام على غيرها.
وعلى الرغم من قيام (هيئة تحرير الشام) بتسليم العديد من المناطق التي كانت تسيطر عليها إلى النظام السوري، ودخول جبهاتها معه في سبات طويل، واقتصار عملها على سرقة الناس والتضييق عليهم، إضافة إلى عمليات الخطف والمساومة والسمسرة!! على الرغم من هذا السقوط الذي أصبح واضحًا على الجميع تخرج (هيئة تحرير الشام) بتاريخ 25 حزيران في بيان لها بعنوان (الجنوب يستنصرنا .. دعوة للعمل) تعلن فيه أنّها تمدّ يدها لبقيّة الفصائل والتشكيلات وتتجاوز الخلافات البينيّة من أجل تشكيل غرفة عمليات مشتركة لمساندة الجنوب السوري الذي يتعرض لحملة شرسة تشنّها عليه روسيا والنظام السوري.
يأتي هذا البيان من (هيئة تحرير الشام) وهي التي شقّت الصفّ وفرضت الخلافات وأقحمت مشروعها في سورية حتى صبغت ثورتها بالغلوّ والتطرف، ليبدو للمتابع أنّ جميع هذه الاستعراضات الكلامية هي نفسها خطابات المحيسني ورؤوس القاعدة عندما كانت حلب تحترق وتحاصَر، وفصائل القاعدة تبغي على الثوار في حلب المحاصرة وتسرق أسلحتهم.
ودعت (هيئة تحرير الشام) في بيانها أبناء الجنوب السوري في درعا إلى الثبات والصمود، وأضافت أنّ "الفصائل شمالي البلاد قادرة على تغيير المعادلة وقلب الطاولة، في حال وحّدت صفوفها وقاتلت قوات النظام".
يذكر أنّ (تحرير الشام) التي تطالب الثوار بالانتفاض للدفاع عن الجنوب السوري، هي التي قتلت الكثير من أبناء الثورة، وما زالت سجونها تغصّ بمئات الأحرار، وأنها رفضت سابقًا الكثير من مبادرات توحيد الصفّ في الشمال السوري وفي أكثر من منطقة في سورية.
وفي السياق نفسه أصدرت (جبهة أنصار الدين) بيانًا بتاريخ 26 حزيران بعنوان (وجوب النصرة وحتمية تصحيح المسار)، عبّرت فيه عن استعدادها لتجاوز الخلافات والمشاركة في نصرة الجنوب السوري.
كما أعلن (الحزب الإسلامي التركستاني) في بيان رسمي له بعنوان: (إنّما المؤمنون إخوة… نصرةً لأهلنا في درعا) أعلن فيه عن جاهزيته التامّة للمشاركة والاستجابة لنداء تشكيل غرفة عمليات مشتركة لنصرة درعا والقيام بأي عمل من شأنه التخفيف عن أهالي الجنوب ونصرة أهل الشام. وجاء في البيان: "إنّ هذه المرحلة المصيرية تحمّل جميع الحاملين لسلاحهم في الشمال تكليفًا شرعيًّا جازمًا ومسؤولية تاريخية كبرى، فالبدار البدار للنصرة والإنجاد، وإيقاد هبّةٍ شعبيةٍ وفصائليةٍ جارفةٍ، تزجّ طاقات الشمال بكلّيتها نحو إلهاء النظام وكسره وعرقلة حملته".
هذا وقد خرج الشيخ محمد والد المدعو (عبد الرحيم عطون - أبي عبد الله الشامي) عن صمته، وعلق صوتيًّا على بيان (تحرير الشام) بقوله: "تمدّون أيديكم للفصائل والجماعات! وهل أبقيتم من قوتهم شيئًا إلا وسلبتموه؟ تمدّون أيديكم لمن كفّرتموهم واتهمتموهم بالردّة والعمالة! تمدّون أيديكم لمن هم في نظركم خونة ومارقون! لمن أوغرتم في سفك دماء بعضهم وترويع أهليهم! هكذا تكون السماحة والاهتمام بالساحة التي لم تتركوا منها شيئَا؟ حتى السكة قلعتموها، والطائرات صهرتموها، والنحاس أذبتموه، والمعامل فككتموها، والبُرآء اتّهمتموهم وروّعتموهم، وساهمت حكومة الإنقاذ في الترويع والسطو على مقدرات الشعب المكلوم الفقير".
وعلّق الشيخ محمد على قول (هيئة تحرير الشام) في بيانها: "متجاوزين في ذلك كافّة الخلافات البينية ومقدّمين مصلحة الأمة العليا" فقال ساخرًا:
"ما شاء الله، هكذا يكون الكبار، يتجاوزون عن إساءات الصغار. هذه همّتكم، وهذا ديدنكم، همّكم الذي يقضُّ مضجعكم، فأنتم من أجله لا تنعمون براحة ولا يغمض لكم جفن، فمصلحة الأمّة تكون في هدم وسرقة ونهب أكبر فصيل في الساحة ... ومصلحة الأمّة تقتضي نهب ثرواتها والاعتداء حتى على السلل الغذائية، ومصلحة الأمّة في فرض الأتاوات والمكوس وتسليط الوصوليين و(المقطّعين والموصّلين)، ولنا في أزلامكم من قريتنا وما حولها شاهد، ولسان حال كل حوت فيهم يقول: لتهلك الأمّة ولتذهب الساحة، المهمّ أن أملأ وأبلع".
ويضيف الشيخ محمد: "أذهلني يوم العيد ما اصطف جانب داري من سيارات ما ركبها الوليد بن طلال، وسألت أحد الشرعيين، وهو مقرّب مني يشغل منصبًا في دوائر القضاء والمحاكم وهو شرعي قاطع: لم تقلعون السكة؟ قال: وما فائدتها؟!! هكذا يكون الجواب! جواب الذين يخجلون، وبالمناسبة فكل شرعييكم يخجلون! تمدّون يد السماحة والعفو والصفح عن المجرمين ... هكذا تكون السماحة والعفو"!.
ووجه الشيخ محمد كلامًا لهيئة تحرير الشام بقوله: "أقول لكم يا من نزعتم آخر برقع للحياء: لو كنتم جادّين في تلبية صرخة الجنوب ونصرته لقدّمتم من الخطوات ما يدلّل على صدقكم وحُرقتكم على الجنوب، أنتم الذين كنتم أهمّ سبب في ذهاب كل المناطق، وآخرها الغوطتين وشرق السكّة، وهذه الخطوات التي تدلّل على صدقكم أهمها أن يظهر (جولانيكم)، لكن بعد ردّ الحقوق إلى أصحابها، وردّ السلاح، فبم يقاتل وبم يعاونكم وبم تقف معكم الفصائل وأنتم ما أبقيتم بندقيات في يد أفرادهم؟!! يجب أن ترجعوا كل ما نهبتموها وسلبتموه وأخذتموه من هذه الفصائل، وكل ما يتعلق بهم من سلاح وعتاد ومقرّات وحقوق وأموال، والاعتراف بالبغي وأنّكم بغيتم عليهم، ثم أن تقولوا تعالوا يا إخواننا لنتصافى ... وعندما يلمح هؤلاء الصدق سيأتون إليكم مهرولين وهم يجرّون جراحاتهم ودماءهم وحسراتهم".
كما وجّه الشيخ محمد سؤالًا لـ (هيئة تحرير الشام) بقوله: "أعندكم من القوة والعَدد والعُدد ما تبغون به على كل هذه الفصائل مجتمعة ودفعة واحدة، وليس عندكم قوة أن تشعلوها في نقطة واحدة مع النظام؟! إذا كان الأوغاد نقضوا اتفاق تخفيف التصعيد أفلا تستطيعون إشعالها حقيقية وليس تمثيلًا على الفوعة وكفريا؟! فأنتم تهاجمون سرمدا والدانا وأبّين والأتارب وحزانو ومعرة مصرين وجبل الزاوية وسراقب، وهاتان المستعمرتان لا تشكلان حجم واحدة ممن ذكرت سابقًا، أم أنّ أزلامكم وشبيحتكم من أهاليهما يسترزقون"؟!
وختم الشيخ محمد تعليقه بتوجيه الخطاب إلى من يدبّج هذه البيانات بقوله: "اتق الله وارجع واخجل من الله عز وجل، فما على هذا تربيت، ولا يغرنَّك سيدك النكرة، ولا هؤلاء الشرعيين والمرقّعين وخاصّة المصريين، وأخصّ منهم هذا الذي خرج بكل صلافة وقد أعذر إلى الله عز وجل أنّ الهيئة ليس بمقدورها إدارة عمل على النظام بمفردها نظرًا لأنّ الفصائل لم تستجب لهذا النداء، أقول لك كل هؤلاء لن يغنوا عنك من الله شيئًا، لا يوم تنزل في قبرك، ولا يوم تقف بين يدي الله تعالى".
بيان (هيئة تحرير الشام) بتاريخ 25 حزيران
بيان (جبهة أنصار الدين) بتاريخ 26 حزيران
بيان (الحزب الإسلامي التركستاني) بتاريخ 27 حزيران
إضافة تعليق جديد