بـُنْيَانُنَا الإسلامي من الفرد إلى الدولة
يتسـاءل بعـض النـاس وربمـا يسـتغرب: لماذا لم يفصّل القرآن في أمور السياسـة والحكـم والاقتصـاد -مـع أهميـة هـذه الأمـور لحيـاة الإنسـان- وفصّل في العبادات والأسرة وما يحيط بها، وفي شأن الأخلاق الفردية وقصص الأنبـياء مع أقوامهم؟
وربّما تمادى الأمر بهؤلاء المستغربـيـن فقالوا: ليس في الإسلام نظرية للحكم، فالشورى لم تذكر إلا في آيتـيـن، وآيات عامة عن العدل وأداء الأمانات والحكم بما أنزل الله، وكأنّهم يرددون ما قاله طه حسيـن قديمًا من أنّ القرآن لم ينظم أمور السياسة تنظيمًا مجملًا أو مفصّلًا!!
ويقال لهؤلاء: هل يتـرك القرآن المشكلة الكبـرى للإنسان دون وضع القواعد الأساسية التي تهديه إلى سواء السبيل، حتى يبني عليهـا الإنسـان مـا يحتاجـه فـي حياتـه الدنيا؟ وهل يناسب جوهر الدين أن يُفَصَّل للناس نظم الاقتصاد والسياسة تفصيلًا مبرمًا لا يملكون فيه الاجتهاد في التفاصيل حسب الزمان والمكان؟
كلا ... فالمناسب للناس أن يبيّن القرآن لهم المبادئ العامّة التي يستقر عليها كل نظام صالح يأتي في المستقبل، والرسول -صلى الله عليه وسلّم- بيّن بعض هذه الأسس وترك بعضًا للفكر الإنساني لئلا يضيق وينحصر ويخمد إذا أتاه بالتفاصيل كلها ... وهذه فضيلة للإسلام وميزة له.
لتحميل الملف كاملاً.. اضغط هنا
إضافة تعليق جديد