الجمعة 27 ديسمبر 2024 الموافق 25 جمادي الثاني 1446 هـ

منهج وتأصيل

موقف الإسلام من الظاهرة القومية

21 شوال 1439 هـ


عدد الزيارات : 4203
حسين عبد الهادي آل بكر

 

من النافذة القرآنية نستلهم مفهومنا للظاهرة القوميّة من حيث كونها ظاهرة اجتماعيّة وفطرة إنسانية مشروعة في حدودها التي شرعها الله لها.

وإذا كان الإسلام قد اعترف بالفطرة الجنسيّة، والفطرة العائلية، وفطرة التملّك، ووضع لكل فطرة قوانينها، فهل يعقل -وهو دين الفطرة- أن ينكر الفطرة الاجتماعية واللغوية التي اصطُلِحَ على تسميتها بالقومية؟

فالقومية ظاهرة اجتماعية ولغوية ولكنها ليست عقيدة، ولا بدّ لها من عقيدة تستلهمها وتستهدي بها، وعندما تتحول هي بذاتها إلى عقيدة تقضي على نفسها كما فعلت النازية.

وكل قوميّة مسلمة تستوعب الروح الإسلامية الحقّة يمكن أن تحقّق ذاتها وتفجر طاقاتها، وتأخذ امتدادها الطبيعي دون أن تقع في محذور القوميات العنصرية النازية والفاشية، أو القوميات الإلحادية والعلمانية.

الخطأ الذي وقع فيه القوميون في العالم الإسلامي هو استخدامهم تعبير العقيدة القومية، فاصطدموا مع الإسلام عقيدةً ونظامًا وسلوكًا، وخاضوا معارك خاسرة في هذا الميدان، وأصبحت شعاراتهم وأطروحاتهم شيكات بدون رصيد؛ لأنّها تتعارض مع الفطرة ومع العقيدة.

وإذا كان القوميون قد أخطؤوا عندما حوّلوا القومية من ظاهرة إلى عقيدة، فإنّ بعض الإسلاميين أخطؤوا أيضا عندما ذهبوا إلى تجاوز الحقيقة، فألغوها نهائيًا كأنّها لم تكن، ووضعوا الإسلام في خلاف معها بدون مبرّر، خلافًا لمنطق الإسلام نفسه الذي اعترف بهذه الظاهرة التي تحدّث عنها القرآن في العديد من آياته، قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].

يمكن أن نستنبط من هذه الآية الكريمة الاعتراف بالقومية الفطرية واللغوية، وأيضًا الدعوة إلى تعارف القوميات والحضارات، ولذلك لا يمكن إلغاء القومية كظاهرة اجتماعية ولغوية، وإلا فلماذا لم يستعرب الترك والكرد والفرس والبربر في تاريخنا الإسلامي؟!

فمن المفهوم أن تتصدّى الحقيقة الإسلامية للماركسية والليبرالية والعلمانية وغيرها، أما تصدّيها للحقيقة القومية في مفهومها الذي أوضحناه فغير صحيح.

 

تقرؤون في هذا البحث:

  • ما القومية التي يعترف بها الإسلام؟
  • حقيقة القومية.
  • علاقة النظام الرأسمالي بالقومية.
  • هل أقام الإسلام "عصبية الدين" مقابل "العصبية القومية"؟
  • ما المخرج من صراع القوميات وفق المنظور الإسلامي؟
  • المسألة القومية وأوهام الاستيعاب السياسي.
  • ما الأسس التي يبنى عليها حل هذه المشكلة؟

 

لتحميل البحث.. اضغط هنا

ملف للتنزيل: 

إضافة تعليق جديد