التكفير وضوابطه
لـكل ديــن حـدوده التي مَـْن تجاوزهـا عُدّ خارجًا عن الدين معرضًا عن شرائعه مستوجبًا للعقوبة، والقـرآن الكريـم عبّــر عـن أحكامـه بالحـدود، قال تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا} [البقـرة: 187].
وأهـل السـنّة والجماعـة بمنهجهـم الـذي يقـوم علـى الحـقّ والعـدل وإنصـاف المخالـف يقفـون في مسألة التكفير موقـف الوسـط بـيــن منهجـي الإفـراط والتفريـط: فهنـاك مـن يغالـي فـي التكفيــر ويحكـم بـه علـى مـن لا يسـتحقّه شـرعًا، وهناك من يريد أن يجعل من الإسلام مائعًا ليس له حدود ولا ضوابط بدعوى سماحته ويسره! فـكان لا بـدّ من منهج ضابط لهذه المسألة يكون متوافقًا مع نصـوص الكتـاب والسـنة وفهـم السـلف وعلمـاء الأمّـة المشهود لهـم بالصـدق والإمامة والفقـه فـي الديــن.
وهذه المسـألة مـن الخطـورة بمـكان: إذ تسـتباح فيهـا الدمـاء، وتنـزع فيهـا الحقـوق؛ لـذا كتـب كثيــر مـن العلمـاء فـي القديـم والحديـث حـول هـذا الموضـوع تأصيلًا وضبطًا. وقـد زادت الحاجـة فـي زماننـا لهـذا الموضـوع بسـبب بـروز تــيارات غاليـة فـي الأمّـة تسـلك مسـلك التكفيــر بغيــر علـم ولا ضبـط، فكثر المظلومون، وشوّهت صورة الإسلام الصافية النقيّة، وصار يفتــي فـي هـذه المسـألة حدثـاء الأسـنان سـفهاء الأحـلام جهلاء المعرفـة، فكان لا بدّ مـن تأصيـل شـرعي لهـذه المسـألة يبـيّــن خطورتهـا وأحكامهـا وضوابطهـا.
وفي هذا البحث:
- معنى التكفير.
- خطورة التكفير.
- هل في التكفير اعتداء على حرّية الآخرين؟
- هل يوجد "تكفير" في الديانات الأخرى؟
- المرجع في ضبط المصطلحات الشرعية.
- مفهوم "الإيمان" وعلاقته بمسألة التكفير.
- قواعد وضوابط في التكفيـر.
- القاعدة الأولى: لا نكفر إلا من كفّره الله ورسوله.
- القاعدة الثانية: التفريق بين تكفير الفعل وتكفير الفاعل.
- القاعدة الثالثة: الفرق بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر، وفروعها.
- القاعدة الرابعة: من عرف إيمانه بيقين فلا يحكم بكفره إلا بيقين.
- القاعدة الخامسة: لا يُكَفَّرُ في مسائل الخلاف المعتبر في أصول العقائد أو الفقه.
- القاعدة السادسة: معاملة الناس على الظاهر والله يتولى السرائر.
- القاعدة السابعة: لا تلازم بين المقاتلة والحكم بالكفر.
- القاعدة الثامنة: لازم القوم ليس بقول، ولازم المذهب ليس بمذهب.
- القاعدة التاسعة: لا بدّ في مسألة التكفير من مراعاة الموانع: (الجهل – الإكراه – التأويل – الخطأ).
- تأويل النصوص التي صرّحت بتكفير بعض الذنوب.
- حكم موالاة الكفار والحكم بغير ما أنزل الله.
إضافة تعليق جديد