الأحد 10 نوفمبر 2024 الموافق 08 جمادي اول 1446 هـ

إضاءات فكرية

داعش: الحصاد المُرّ

17 صفر 1439 هـ


عدد الزيارات : 5144
مجاهد مأمون ديرانية

 

 

يوم الثلاثاء العاشر من حزيران 2014 نشرت حسابات داعش خبراً بعنوان "تحطيم حدود سايكس بيكو"، ونشرت معه صوراً لثغرات فتحتها جرافات داعش في السواتر الترابية الممتدة على الحدود العراقية السورية.

يوم الأحد قبل الماضي، التاسع والعشرين من تشرين الأول 2017، نشرت وكالات الأنباء خبراً يقول أن الجيش العراقي بدأ برفع سواتر ترابية على طول الحدود مع سوريا بعد سيطرته عليها وإنهاء الوجود الداعشي فيها.

بين الخبر الأول الذي ملأ الدنيا ضجيجاً والخبر الثاني الذي مَرّ بهدوء ثلاثُ سنوات وأربعة أشهر وثلاثة أسابيع، هي عمر دولة الخرافة الداعشية، فما هو حصاد هذه السنوات العجاف؟ هذه هي باختصار:

1. تصفية ثورة أهل السنّة في العراق وتجريدهم من السلاح، ثم تسليمهم لمجرمي العصر، الحشد الشعبي، بلا نصير ولا ظهير.

2. احتلال ثلاثة أرباع الأراضي المحررة في سوريا وانتزاعها من الفصائل الثورية، ثم إعادتها إلى نظام الاحتلال الأسدي ومليشيا الكرد الانفصاليين.

3. تغيير عنوان الثورة السورية العظيمة من "ثورة على الظلم والاستبداد" إلى "حرب على الإرهاب"، وتبديد التعاطف الدولي (الشعبي والإعلامي) مع الثورة.

4. استقدام قُوى الأرض إلى سوريا لتدمير بنيتها التحتية والفوقية، وحرق مدن السنّة في سوريا والعراق، وتشريد الملايين من سكانها الأبرياء في الصحارى والقفار.

5. كل ذلك شطرٌ، والشطرُ الآخَرُ إساءة داعش الكبرى إلى الإسلام، فقد تسببت الجرائم المروعة التي ارتكبتها باسم الإسلام في ردة فعل عنيفة واسعة بلغت في حدها الأدنى -بين ملايين الناس- نفوراً من الدين وأهله، ووصلت في حدها الأعلى -في حالات كثيرة- إلى الردة الكاملة والإلحاد الصريح.

هذه خمس جنايات جناهُنّ المسخُ الداعشي على الثورة والأمة والدين. ورغم ذلك ما يزال فينا من يدافع عنها ويتمنى لها الخير ويتغنّى بمجدها المزعوم!!!

ثم يسأل سائلهم مستغرباً: من أين يأتي الدجال -حين يخرج الدجال- بكل أولئك التابعين والمصدّقين؟!

إضافة تعليق جديد