كتاب: أبو محمد المقدسي بين الغلو والتعالم
- مقدمة
الردّ على أهل الغلو وأصحاب الأقوال المنحرفة والمخالفة لأهل السنة والجماعة شِرعةٌ ربانية، وطريقة سنّية، سار عليها أئمة الإسلام، نصحًا لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وهو من أفضل الأعمال عند الله، وفي الحديث: (يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلْفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ).
وقد ابتليت الأمة في هذا العصر برؤوس جهّال، سلكوا مسلك الغلو، وأصلوا لمسائله بغير علم وهدى من الكتاب والسنّة، فضلّوا وأضلوا، وتبعهم كثير من الجهّال الذين فتنوا بمنهجهم، وظنّوا أنه موافق للحق.
ومن هؤلاء الرؤوس: أبو محمد المقدسي، عصام بن محمد البرقاوي، الذي كان في ثمانينيات القرن الماضي منخرَطًا في بقايا جماعة "جهيمان"، ثم اختلف مع بعض رُموزها عندما بالَغ في مسألَةِ التَّكفير! فانتقل إلى العراق ثم المدينة يطلب العلم، وترك الدراسة الجامعية، ثم ألّف كتابه: "مِلَّة إبراهيم" الذي عرضه على الشَّيخ أبي بكر الجَزائري، فقال الشَّيخُ: هذا فِكرُ الخوارج! ثم ألف بعده كتابًا في تكفير الدولة السعودية.
سافر إلى أفغانسان، والتقى هناك رؤوس الغلاة كسيد إمام، والظواهري، وغيرهم، وأظهر عقيدته في التكفير، وبدأ بنشرها بين الناس، ثم صار مسؤولًا شرعيًا في معسكرات القاعدة، ليتحوّل بعد ذلك إلى أبرز منظري تيار "السلفية الجهادية".
وهذا الكتاب يظهر بشيء من التفصيل حياة الرجل، وعقيدته، ومنهجه، وضلالاته، بغية التحذير منه، ومن أتباعه، ومن سلك مسلكه في الغلو والضلال.
مركز ثبات للبحوث والدراسات
لتحميل الملف بجودة عالية .. اضغط هنا |
إضافة تعليق جديد