20 منظمة إنسانية تدرس تعليق أعمالها بسبب ممارسات هيئة تحرير الشام
اتهمت منظمات وجمعيات إغاثية تعمل في الشمال السوري، "هيئة تحرير الشام" بفرض ضرائب و"أتاوات" عليها للسماح لها بممارسة عملها الإنساني، مما قد يؤدي إلى توقف عملها.
وبحسب ما ذكرته مصادر من داخل المنظمات العاملة هناك، فإن "تحرير الشام" منذ بداية تشكيلها عمدت عبر مكتبها الذي يطلق عليه "مكتب المنظمات" الذي يتبع للهيئة العامة للخدمات، بممارسة "الهيمنة الجبرية على الجمعيات والمنظمات الإغاثية، بغرض إخضاعها لمصلحة الهيئة".
وأكدت المصادر في هذا السياق، أن المكتب عمد إلى "فرض نسب يقوم بأخذها من كميات المعونات التي تدخل إلى مناطق الشمال السوري، تتراوح بين 10 إلى 20 بالمئة بذريعة إطعام المجاهدين". وبينت أن الهيئة أرسلت برقيات إلى جميع المنظمات في الشمال السوري، طلبت بموجبها منهم مراجعة مكتبها، وأعطتهم مهلة وإنذاراً، وهدّدت بمحاسبة من يتخلف عن المجيء.
وسبق أن أصدرت منظمة الإحسان للإغاثة والتنمية بياناً قالت فيه إن أحد الحواجز التابعة لهيئة تحرير الشام في مدينة سرمدا احتجز سيارتين تحملان مادة الطحين كانتا متجهتين إلى الفرن المجاني التابع للمنظمة في منطقة سراقب بريف إدلب. وقالت المنظمة قد تبين أن الأمر قد صدر عن "الهيئة العامة للخدمات التابعة لهيئة تحريرالشام" التي رفضت إعادة الطحين بعد مراجعتها، بذريعة أن الطحين مقدم من منظمة "IHH" التركية، التي رفضت التعاون معهم. وختمت المنظمة بيانها بتحميل هيئة تحرير الشام مسؤولية انقطاع مادة الخبز المجاني عن 2,000 عائلة من عوائل الشهداء والفقراء، وطالبتهم بالكف عن التدخل بقوت الفقراء والمساكين، وإعادة الطحين للفرن.
وذكرت مصادر مطلعة بأن الهيئة تقترب من الإفراج عن السيارتين بعد أن قام نشطاء ودعاة وإعلاميون بحملة استنكار للممارسة التي تقوم بها هيئة تحرير الشام اتجاه المنظمات الإنسانية السورية.
وحذر دعاة وناشطون من تبعات هذه القرارات والأفعال التي وصفوها بـ"غير المسؤولة"، مطالبين بالتوقف عن ممارسة "دور الوصاية على المنظمات، والكف عن التدخل بقوت الفقراء والمساكين".
ونوّه ناشطون في هذا الإطار، إلى أنه "من بين شروط عقود جميع المنظمات الإغاثية، ألا تقوم المنظمة بدعم جهات عسكرية، وفي حال حصل هذا الأمر فإنه يعرضها لسحب الترخيص منها وإغلاقها، وبالتالي فإن الضرر سوف يعود على المدنيين المستفيدين منها".
كما رأى البعض أن "هيئة تحرير الشام" تحاول الحصول على جزء من تمويل هذه المنظمات بهدف توفير الدعم لعناصرها، ولا سيما أنها تعاني من عجز ونقص حاد في توفير الدعم.
ومن الجدير بالذكر - بحسب بعض المصادر - أن 20 منظمة دولية ومحلية تعمل حالياً في الشمال السوري تدرس تعليق أعمالها بسبب ممارسات هيئة تحرير الشام الأخيرة اتجاه المنظمات الإنسانية.
وسبق أن قام تنظيم الدولة الإسلامية خلال عامي 2013 و 2014 بإجراءات مشابهة هدفت إلى الاستفادة من الحصص الغذائية التي توزع على المحتاجين بالقوة، إضافة لمحاولة فرض إشرافه على العمل الإنساني مع تهميش بقية مؤسسات الثورة القضائية والإدارية.
صورة بيان منظمة الإحسان للإغاثة والتنمية:
إضافة تعليق جديد