الجمعة 06 ديسمبر 2024 الموافق 04 جمادي الثاني 1446 هـ

داعش تغتال براءة الأطفال .. وتستخدمها في آلتها الإعلامية

11 ربيع ثاني 1438 هـ


عدد الزيارات : 5228
موقع على بصيرة

تكرّر استخدام الأطفال واستغلالهم في الآلة الإعلامية لتنظيم الدولة "داعش" مؤخراً، حيث بثّ التنظيم خلال الأيام القليلة الماضية إصدارين مرئيين ركّزا على الأطفال بصورة مُفجعة.

نُشر الإصدار الأول من قبل "ولاية الرقة" كما يسميها التنظيم، بعنوان "حدثني أبي"، والذي استمر لثلاثين دقيقة.

أبرز التنظيم في معظم الإصدار ما سماه معسكرات أشبال الخلافة، وهم أطفال قُتل آباؤهم في صفوف التنظيم، ومعظم من ظهر منهم في الإصدار من غير العرب، وخاصة الجنسيات الشرق آسيوية.

كما عرض التنظيم أنواع التدريب التي يخضع لها الأطفال من استنفارات ليلية، وتدريبات بدنية شاقّة، واستخدام للسلاح الخفيف، وحضور فصول دراسية لشرعيي التنظيم.

وكان أبرز ما حواه الإصدار هو عملية اقتحام "تدريبية" للأطفال، ببزات عسكرية وأسلحة فردية، وهم يقتمحون مبناً فارغاً، وضع به بعض المجسمات و(الأسرى المقيدين)! 

حيث كان الأطفال يجدون الأسرى في زوايا المبنى ويقومون بإطلاق النار عليهم، وأطلق الأطفال النار ابتداء على أرجل بعض الأسرى، ثم على رؤوسهم.

وممن ذكر الفيديو أسماءهم من الأسرى:

  - حسين الإبراهيم – التهمة حسب التنظيم (عميل لصحوات الردة)

  - إسماعيل عبد الله الخلف - التهمة حسب التنظيم (التعامل مع ميليشيا pkk.)

  - صالح خضر الحسين - التهمة حسب التنظيم (أحد جنود صحوات الردة)

  - إسماعيل الصريفل - التهمة حسب التنظيم ( عنصر مخابرات أردنية )

 

فيما أصدر التنظيم في ولاية الخير "دير الزور"، الأحد 8/1/2017 إصدراً مرئياً تحت عنوان: "أحياني بدمه"

ظهر في بدايته طفل يتحدث عن شقيقه الأكبر الذي اصطحبه من "ديار الكفر-مدينة القامشلي في الحسكة- إلى -دار الإسلام- أرض الخلافة" كما قال، وبعد مقتل الشقيق الأكبر رفض الصغير العودة إلى عائلته في مدينة القامشلي، لأنها "دار كفر" تخضع لسيطرة "الميليشيات الكردية".

وبعد أن أنهي الطفل حديثه، عرض التنظيم اعترافات ثلاثة شباب، كانوا من "رصاد الدولة الإسلامية" أي أنهم جواسيس يعملون لصالح التنظيم في مناطق سيطرة ميليشيا الأحزاب الكردية في محافظة الحسكة.

وبعد انكشاف أمرهم واعتقالهم من قبل الميلشيات، تم إطلاق سراحهم على أن يعملوا لصالحها، وطُلب منهم أن يقوموا بتسهيل إدخال متفجرات لصالح التنظيم إلى مناطق سيطرة الميلشيات الكردية بعلمها، ومن ثم يتم استبدالها بأخرى غير فعاله "قنابل صوتية فقط".

إلا أن الجهاز الأمني لداعش اكتشف أمرهم، واستدرجهم إلى داخل مناطق سيطرته – حسب رواية التنظيم – ليتم بعد ذلك القبض عليهم، وهم على الترتيب كما ظهروا في الفيديو:

   - محمد صالح محمد الأحمد،22 سنة، مدينة الحسكة.

   - علوان تيسير العكفور، 29 سنة، من منطقة تل الطحين في ريف الحسكة.

   - عبد الكريم رحوم السنجار، 32 سنة، من قرية جرمز بمدينة الشدادي في ريف الحسكة.

ونفذت عمليات الإعدام في حديقة "كورنيش العلاليش" في مدينة دير الزور، على أيدي ثلاثة أطفال صغار، حيث قام الطفل الأول وعمره لا يتجاوز الثمانية أعوام بنحر الشاب الأول بسكين.

فيما أُعدم الشاب الثاني على يد طفل صغير، لا يتجاوز عمره ثلاث سنوات، رمياً بالرصاص.

ونُحر الشاب الثالث على يد الطفل الذي ظهر في بداية الفيديو، وعلى مرأى الطفلين الآخرين.

استخدام الأطفال في قتل الأسرى لايجوز:

الشيخ جهاد خيتي، عضو المكتب العلمي بهيئة الشام الإسلامية وعند سؤاله عما جاء في هذين الإصدارين، قال:

إخراج الأطفال إلى القتال لا يصح، لأنهم غير مُكلّفين، ولعدم اكتمال أهليتهم للقتال وما يترتب عليه، ولم يكن من هدي النبي ﷺ إخراج الصغار للغزو، فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه، قال: 

(عرضَني رسولُ اللهِ ﷺ يومَ أُحُدٍ في القتالِ ، وأنا ابنُ أربعَ عشرةَ سنةً)متفق عليه البخاري (2664)، مسلم (1868) واللفظ له..

كما ثبت أن النبي ﷺ رد عددا من الصحابة يوم بدر لصغر سنهم، ومنهم ابن عمر والبراء بن عازبصحيح البخاري (3956)..

ولم يثبت أبداً عن النبي ﷺ، أو عن الخلفاء الراشدين، أو عن التابعين وأتباعهم، أو عن أحد من أهل العلم قاطبة أنه استعمل أو قال بجواز استعمال الأطفال ممن هم دون سن التكليف في إقامة الحدود وقتل الأسرى.

دوافع التنظيم في استخدام الأطفال في إصداراته الوحشية:

أبو عبد الله العسكري، قائد إحدى المجموعات المقاتلة في فصائل المعارضة سابقاً، يرى بأن مثل هذه الإصدارات ما هي إلا مواد دعائية لجذب الأطفال إلى المعسكرات التي يقيمها تنظيم الدولة "داعش"، والهدف الرئيسي من هذه المعسكرات هو إيجاد جيل جديد يتبنى أفكار وعقيدة التنظيم القائمة على تكفير كل من خالفه من المسلمين، وبثّ روح العداء في قلوب الأطفال تجاه خصومه من خلال بعض الإصدارات التي يعرضها عليهم.

وعلق "العسكري" على استخدام الأطفال في الإصدارات العسكرية قائلاً: كل من قاتل في معارك حقيقية، يعلم جيداً بأن التفكير في استخدام الأطفال في المعارك ما هو إلا نوع من العبث، واللعب، والاستهتار بالأرواح، فالمعارك الحقيقية قد لا يثبت فيها الرجال، لأنها تحتاج إلى قوة تحمل، ورباطة جأش، فكيف بأطفال قد لا يقوى أحدهم على تلقيم مسدس، أو حمل جعبة فيها خمسة مخازن، فكيف تؤمنهم على ثغر من ثغور المسلمين ؟!

مجد الحاتم "أبو الحارث الشامي"، من شبكة "الناطق" التي تغطي أخبار المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة "داعش" في سورية، وفي حديث معه قال لموقع "على بصيرة":

كثير من الآباء الذين خضع أبناؤهم لمثل هذه المعسكرات -رغماً عنهم-، يشتكون من سوء أخلاق أبنائهم بعد المعسكر، حيث إن الابن يصبح عدائياً بشكل كبير، ويقلّ إحترامه لأبويه، بل يصل الحد ببعض الأطفال إلى تكفير أبويه، أو الوشاية بهم إلى التنظيم بسبب بعض المخالفات الشرعية كالتدخين أو مشاهدة التلفاز أو ما شابه.

ويذكر بأن هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها التنظيم الأطفال في قتل الأسرى، فقد سبق ذلك قيام بعض الأطفال بقتل بعض المعتقلين لديه، بنفس الطريقة، في قلعة "الرحبة" الواقعة في ريف مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، في منتصف عام 2016.

كما تكررت إعدامات الأسرى والمعتقلين لدى تنظيم الدولة على أيدي أطفال في مرات عديدة ضمن إصداراته.

1 - متفق عليه البخاري (2664)، مسلم (1868) واللفظ له.
2 - صحيح البخاري (3956).

إضافة تعليق جديد