بيان المجلس الإسلامي بخصوص مؤتمر أهل السنة في الشيشان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، والصلاة والسلام على إمام الهداة والمتقين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد انعقد مؤتمر أهل السنة والجماعة في مدينة غروزني عاصمة الشيشان وتمخض عن مقررات وبيان ختامي كانت مثار جدل في أوساط أهل السنة والجماعة، وبعد استعراض المجلس للمؤتمر وأعماله وما قدم فيه ومقرراته يرى ما يلي:
- أولاً:
لم يدع لهذا المؤتمر الشخصيات العلمية البارزة والمعتبرة عند أهل السنة والجماعة في العالم الإسلامي والذين هم أقرب بكثير لتمثيل أهل السنة والجماعة من غيرهم الذين دعوا، وكذلك لوحظ غياب كبرى المنظمات والهيئات الإسلامية في موضوع بهذه الأهمية يعم المسلمين جميعاً.
- ثانياً:
ومن المعروف لدى الجميع مدى ارتباط رئيس دولة الشيشان بروسيا عموماً ورئيسها بوتين على وجه الخصوص، مما أكد تسييس المؤتمر واستغلاله من قبل روسيا التي تبيد أهل السنة والجماعة في سوريا، ولم يخرج عن مؤتمر أهل السنة والجماعة كلمة واحدة تدين ما يحصل لأهل السنة والجماعة في سوريا والعراق على يد الشيعة الروافض والروس والنظامين السوري والعراقي.
- ثالثاً:
وتعمد إغفال أهل الحديث والأثر ممن ينتمون إلى السلف الصالح وهم مكون أصيل من أهل السنة والجماعة واعتبارهم خارج هذه الدائرة، إقصاء لم يفعله علماء المسلمين في كل العصور، ولا يعبر عن الوسطية التي ادعاها هؤلاء المؤتمرون، لذا يرى المجلس الإسلامي السوري أن ما أقره المؤتمرون هو مشروع فتنة بين المسلمين وتمزيق لصفهم واستكمال للمخططين الصفوي والاستعماري في المنطقة، ويرى أن هؤلاء المشاركين لا يمثلون المدارس الفكرية التي احتكروا لها هذا المفهوم.
- رابعاً:
بعد الاطلاع على بعض البحوث التي عرضت في المؤتمر، وجاءت مقررات المؤتمر على خلافها، فيبدو أن بعض المشاركين غرر بهم أو استُغلوا، ولا يعفيهم من المسؤولية إلا البيان وعدم الإقرار بما نسب إليهم.
وفي الختام يرى المجلس الإسلامي أن على طلبة العلم التنبه واليقظة في ألا يقعوا فيما أراده أعداء الأمة من السجال والتنابز والفعل ورد الفعل مما يؤدي لتمزيق الصف في وقت يستهدفون فيه جميعاً، وأن يتجاوزوا ما خلفه هذا المؤتمر من شحن للنفوس وإذكاء لنار ما زال المسلمون يكتوون بأوارها، ربنا باعد بيننا وبين الفتن كما باعدت بين المشرق والمغرب، واجمع كلمة أمتنا على ما تحب وترضى من القول والعمل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
29 ذو القعدة 1437 هجري، الموافق 1 أيلول 2016م
إضافة تعليق جديد