الأحد 10 نوفمبر 2024 الموافق 08 جمادي اول 1446 هـ

بحوث ودراسات

مسؤولية مؤسّسات التنشئة الاجتماعية (الأسرة والمسجد) في حماية الناشئة من الفكر

12 صفر 1442 هـ


عدد الزيارات : 9393
أ.د. داود بورقيبة

إنّ تكفير أي إنسان أو اتهامه بالفسق والضلال والانحراف أو النفاق يجرّده عمليًا من حقوقه الإنسانية، ويعرّضه للإهانة والقتل والطرد من المجتمع، وإذا اتخذَتْ عملية التكفير طابعًا جماعيًا وشملت جماعة أو طائفة فإنّها تعرّض المجتمع الإسلامي إلى الفرقة والاختلاف، وإذا انهارت الرابطة الدينية فلا مجال لأن نستعيض عنها بأي شيء آخر.

وإدراكًا من الإسلام لخطورة عملية التكفير، فقد دعا إلى احترام هوية كلّ من يتشهّد الشهادتين ويلتزم بأركان الدين، وعدم التشكيك بإسلام من يعلن إسلامه حتى في ساحات القتال وتحت بريق السيوف، حيث قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}[النساء:94].

وعندما حدثت الفتنة الأولى بين المسلمين ونشبت بينهم الحروب رفض سيدنا علي رضي الله عنه أن يتّهم خصومه بالكفر والنفاق، وقال كما نقل ابن كثير في البداية والنهاية: "إخواننا بغوا علينا".

ومع ذلك فإنّ الأمّة الإسلامية قديمًا وحديثًا لم تسلم من داء التكفير، وقد تعرّض الإمام علي رضي الله عنه نفسه إلى عملية التكفير من قِبَلِ الخوارج الذين رفضوا التحكيم بين علي ومعاوية. وبالرغم من أنّ مأخذهم لم يكن يتعدّى الاجتهاد السياسي إلّا أنّهم أضفوا عليه صفة الكفر والإيمان، وذهبوا إلى حدّ شقّ وحدة الأمة المسلمة وإعلان الحرب على المسلمين.

ومنذ ذلك الحين استمرّت ظاهرة التكفير في المجتمع الإسلامي، وكانت تنتشر وتستعر أحيانًا، وتتقلّص وتخبو أحيانًا أخرى، فبينما كانت الحروب الداخلية والظروف الاقتصادية السيئة تؤججها، كانت أجواء السلام والرخاء تطفئها وتقضي عليها.

وقد عرفت الحركة الإسلامية الحديثة منذ أواسط القرن الماضي حركات تكفير عديدة، بدايةً من جماعة التكفير والهجرة التي ظهرت في سجون مصر نتيجة التعذيب الشنيع الذي كان مساجين الحركة يتعرّضون إليه، وهذا التعذيب كان مُبرِّرًا ودافعًا لهم -حسب اعتقادهم- كي يكفّروا المجتمع بأكمله، وانتهاء بالمجموعات التكفيرية التي ظهرت أخيرًا، والتي كانت تتّهم المجتمع الإسلامي بالجاهلية والردّة والكفر.

ونظرًا لاستفحال وانتشار هذه الظاهرة الشاذّة فإّن مسؤولية معالجتها تقع على المجتمع بجميع فئاته وشرائحه المختلفة ومؤسساته، ومن هذه المؤسسات: مؤسسات التنشئة الاجتماعية (الأسرة والمسجد).

خطة البحث:

يتكوّن هذا البحث من مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة:

المبحث الأول: تعريف التكفير.

المبحث الثاني: الأسرة:

  1. تعريفها.
  2. اهتمام الإسلام بها.
  3. وظيفة الأسرة المسلمة.
  4. مسؤولية الأسرة في الحدّ من التطرّف الفكري.
    • غرس تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة والقيم المعتدلة في الأولاد.
    • إشباع احتياجات الأولاد.
    • تكوين الاجتهادات الإيجابية نحو العمل بصفته قيمة، وشغل وقت فراغ الأولاد.
    • التربية على الشورى واحترام الرأي عند التعامل مع الأولاد.
    •  

المبحث الثالث: المسجد:

  1. أهمية المسجد في الإسلام.
  2. المسجد مصدر الاعتدال.
  3. خطبة الجمعة ودورها في التربية والتعليم.
  4. مسؤولية الخطباء في ترسيخ مبادئ وحدة المجتمع.
  5. مسؤولية الخطباء في ترسيخ العقيدة الصحيحة.
  6. مسؤولية الخطباء في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال لدى الشباب.

التوصيات والاقتراحات.

إضافة تعليق جديد