شبهات جماعة التكفير والهجرة عرض ونقد
الحكم على معيّن بالكفر من غير ضوابط خطيرٌ للغاية؛ لما يستتبعه من أحكام دنيوية وأخروية؛ ولهذا كان السلف -رغم تكفيرهم لبعض الطوائف- يتحرّزون أشدّ التحرّز من إنزال هذا الحكم على أفرادها، ولئن أخطأ العالم في عدم تكفير معيّن خيرٌ له من تكفير من لا يكفر.
ولقد وعى علماء المسلمين هذه الحقائق، فأدركوا خطورة الأمر، ومن ثَمّ أحجموا عن إطلاق مثل هذه الأحكام، لا سيما في تكفير المعيّن، ولم يُطلقوا الكفر على الأشخاص إلا بعد توافر الشروط وانتفاء الموانع وإقامة الحجج، على حسب ما هو مقرّر من ضوابط التكفير، وفيما عدا ذلك كانوا يحترزون. ولقد سئل أحد العلماء عمّن يقول بخلق القرآن: أنسمّيه كافرًا؟ قال: الذي يقوله كفر، فأُعيد عليه السؤال ثلاثًا، ويقول مثل ما قال، ثم قال في الآخر: قد يقول المسلمُ كفرًا.
وهذا البحث يتضمّن فصلًا تمهيديًا عن تحذيرات علماء المسلمين من الوقوع في هذا المنزلق كتوطئة لمناقشة بعض شبهات جماعة التكفير والهجرة، وبيان مكانها من الخطأ أو الصواب، وذلك وفق الخطة التالية:
تمهيد: التحذيرات الشرعية من إطلاق التكفير.
المبحث الأول: شبهة الحدّ الأدنى للإسلام.
المبحث الثاني: شبهة التوقّف والتبيين.
المبحث الثالث: شبهة التكفير بالإصرار على المعصية.
المبحث الرابع: شبهة تكفير المقلد.
المبحث الخامس: شبهة العمل شرط لصحة الإيمان.
المبحث السادس: شبهة التكفير بالتأويل.
الخاتمة.
إضافة تعليق جديد