شروط وموانع تكفير المعين وأهم قواعد التكفير
البحث في موضوع الكفر وبيانه، والتكفير إجمالًا، وتكفير المعيّن -على وجه الخصوص- وبيان شروطه وموانعه؛ ذو أهمية بالغة، تكمن في وجوب الحذر من الكفر والبعد عنه، وبيان خطر التكفير؛ حيث تترتّب عليه آثار خطيرة، منها إباحة دم المسلم وماله، والتفريق بينه وبين زوجته، وقطع التوارث بينه وبين أقربائه، وتحريم غسله والصلاة عليه ودفنه مع المسلمين والدعاء له، وما إلى ذلك من الأحكام التي تلحق المرتدّ.
كذلك فإنّ الكفر قسيم الإيمان في مسائل الأسماء والأحكام، وذلك في اسم العبد في الدنيا هل هو مؤمن أو كافر؟ ثم الحكم المترتب عليه في الآخرة: أمن أهل الجنة أم من أهل النار؟ ولو لم يكن من أهمية هذا البحث إلا بيان جلالة هذه المسألة: "مسائل الأسماء والأحكام" لكفى بذلك وحسبك به. وقد لفت إلى ذلك علماء الإسلام في تصنيفاتهم ومؤلفاتهم في موضوع الإيمان والردّ على المرجئة من جهة، والردّ على الوعيدية من الخوارج والمعتزلة من جهة.
ولما كانت مسألة التكفير ليست بالأمر الهيّن: احتاط الشرع في إطلاقها احتياطًا شديدًا؛ فأوجب التثبت؛ حتى لا يتهم مسلم بكفر، وحتى لا تستباح أموال الناس وأعراضهم بمجرّد الظن والهوى. وجاءت أحكامه بالتحذير من التسرّع في إطلاق الكفر على المسلم. ومما يدل على احتياط الشرع في التكفير: إيجابه التحقق من وجود شروط التكفير وانتفاء موانعه، فلا يجوز تكفير معيّن إلا بعد التحقق من ذلك تحقّقًا أكيدًا بعيدًا عن الهوى والتعصب، وأناط حكم ذلك وانفاذه بالعلماء والقضاة الحاكمين بالشريعة.
من هنا جاء هذا البحث حول تكفير المعين في شروطه وموانعه وأهم قواعده وضوابطه.
وقد جاء في مقدمة وتمهيد وفصلين وخاتمة.
المقدمة: وفيها بيان أهمية الموضوع وخطره ومهمّاته.
التمهيد: وفيه مبحثان:
- المبحث الأول: التنويه بأهم قواعد وضوابط التكفير، والكفر وأنواعه.
- المبحث الثاني: الفرق بين التكفير المطلق والتكفير المعيّن.
الفصل الأول: ويتضمن شروط تكفير المعيّن، ويتضمّن المباحث التالية:
- المبحث الأول: التكليف.
- المبحث الثاني: العلم.
- المبحث الثالث: القصد.
- المبحث الرابع: الاختيار.
الفصل الثاني: ويتضمن موانع تكفير المعين، وفيه المباحث التالية:
- المبحث الأول: عدم التكليف.
- المبحث الثاني: الجهل.
- المبحث الثالث: الخطأ والتأويل.
- المبحث الرابع: الإكراه.
إضافة تعليق جديد