أثر الصفات النفسية في التأثّر بفكر داعش .. قراءة في الاضطرابات النفسية والممارسات السلوكية الممهدة لانتماء بعض الشباب إلى داعش
مهما كانت أهمية مناقشة الشبهات العلمية والعملية في توصيف حال الخوارج المعاصرين ومن سلك مسالك الغلو كالمنتمين إلى داعش وغيرها، إلا أنّ ثمّة صفاتٍ نفسيةً خاطئةً كان لها الأثر الأسبق في التمهيد لقبول بعض شبابنا شبهات الخوارج والاقتناع بها والتعصّب لها، وعدم قبول النقاش معهم فيها وحولها، حتى أصبحت هذه الصفات النفسية دعائم مُثبِّتَةً لهذه الشبهات التي غدت بمنزلة المسلّمات الشرعية التي يُرمى كلُّ من حاول نقاشهم فيها بالردّة عن الإسلام وبالكفر الأكبر.
وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى جملة هذه الصفات النفسية ضمن إخباره عن الخوارج كالاستعجال في الحكم على الوقائع والأحداث والأشخاص، والجرأة على التخطئة، والتأثّر بكلام الناس في القضايا العامّة دون تثبت، وصغر السنّ، وعدم رجاحة العقل إلى درجة السفاهة.
ومن مجموع ما ورد في الأحاديث الصحيحة حول صفات الخوارج النفسية، وعبر قراءة سريعة للمعالم الشخصية عند بعض شبابنا الذين تورطوا في الغلو، كان الكلام عن الصفات النفسية السيئة والممارسات السلوكيات الخاطئة من الأهمّية بمكان، من أجل تنبيه المربّين عليها، وحثّهم على متابعتها لدى الشباب، والبدء بعلاجها علاجًا تربويًا ونفسيًّا مناسبًا، قبل أن يتحوّل هؤلاء الشباب إلى شخصيات تقبل العنف وتميل إلى الغلو.
وأهم هذ الصفات النفسية والممارسات السلوكية الخاطئة:
-
تكوّن ثقافة الانتقاد والثلب والتخطئة لدى الشباب -الناتج عن كثرة سماع النقد السلبي المنفلت ممن هم أكبر سنًا- الأمر الذي يترتب عليه الغلو في إطلاق الأحكام والتكفير.
-
الاتصاف بالعنف ومحاولة إلحاق الضرر بالآخرين، نتيجة تربيتهم الأسرية أو المجتمعية.
-
العناد وعدم قبول النصح أو التوجيه، مع عدم التفكير في العواقب.
-
الوسواس القهري الناتج عن التشدّد والمبالغة.
-
التسرّع والاندفاع.
-
النشأة على عدم احترام الآخرين ومراعاة مشاعرهم.
-
التعوّد على الكذب، ثم توظيفه في الغلو والانحراف بحجّة المصلحة.
-
الملل وعدم اعتياد الانضباط، والانفلات من الضوابط الاجتماعية.
-
الانفراد بالرأي وعدم الاستشارة ونزعة الاستقلال.
-
الجرأه على التخطئة وإصدار الأحكام الكبيرة.
إضافة تعليق جديد