التعريف بكتاب: إعداد الجندي المسلم.. أهدافه وأسسه
عنوان الكتاب: إعداد الجندي المسلم ،، أهدافه وأسسه
المؤلف: الدكتور عبد الله بن فريح العقلا
عدد الصفحات: 760 صفحة
الناشر: مكتبة الرشد – الرياض
أصل الكتاب: رسالة ماجستير مقدّمة إلى قسم الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد نوقشت الرسالة بتاريخ: 6/3/1409هـ، وهي بإشراف د. محمد بن عبد الله عرفة.
التعريف بموضوع الكتاب:
الجنديّة في الإسلام ركيزةٌ من ركائز الإسلام، ودعامةٌ من دعاماته التي قام عليها، وتأتي أهميتها لارتباطها بشرعة الجهاد في سبيل الله: ذروة سنام الإسلام، والوسيلة الفاعلة لنشره والمحافظة على أرضه ومجتمعه.
وللجُندية في الإسلام مفهوم واسع يتجاوز المفهوم الخاص (العسكري)، فهو يشمل كلّ فرد من أفراد المجتمع المسلم، فكلّ مسلم على ثغر من ثغور الإسلام.
لهذا فإنّ إعداد الجنديّ المسلم هو إعدادُ كلّ فرد من أفراد هذا المجتمع، وتنشئته وتهيئته لحمل رسالة الإسلام والذود عنها، وهذا الإعداد يشمل كلّ جوانب الإنسان: الروحية والعقلية، والخُلُقية، والجسمية، بالإضافة إلى الإعداد الإداري أو المهني.
وفي هذا العصر يُهتم بإعداد الجندي في البلاد الإسلامية إعدادً علميًا وجسميًا؛ إلا أنّه يُغفل في أكثر الأحيان إعداده الروحي والفكري، مع أنّ هذين الجانبين من أهم ما يميّز الجندي المسلم عن غيره من الجنود، وهما المرتكزان اللذان يرتكز عليهما النظام العسكري في الإسلام.
فالإسلام وهو يوجّه إلى الأُسس التي يجب أنْ ترسى عليها سياسة إعداد الجنديّ المسلم، وترتكزُ عليها خططُ بناء الجيش المسلم؛ يضع في الاعتبار طبيعة رسالة الجنديّ المسلم في هذه الحياة النابعة من رسالة الإسلام؛ ولهذا جاء توجيهاته واضحة بضرورة شمولية البناء والإعداد لكلّ الجوانب الروحية والخلقية والمادية معًا جنبًا إلى جنب.
والمؤلّف -في هذا الكتاب- قد وُفّق في تقديم منهج الإسلام في إعداد وبناء الجندي المسلم والجيش المسلم إلى حدّ كبير، من خلال اتباعه منهج البحث العلمي القائم على العرض والتحليل والاستدلال والمناقشة.
وقد جاء الكتاب في مقدمة، وتمهيد، وبابين، وخاتمة.
ذكر المؤلف في المقدمة: أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، والدراسات السابقة، وخطة البحث، ومنهجه فيه...
أمّا التمهيد ففيه مبحثان:
- الأول: مفهوم الجنديّة قبل الإسلام وبعد مجيئه.
- الثاني: مقارنة بين المفهوم العامّ للجنديّة والجهاد في الإسلام.
أمّا الباب الأول:
فقد ذكر فيه الهدف من إعداد الجندي المسلم، من خلال تمهيد وثلاثة فصول:
التمهيد: ذكر فيه مبحثان:
- الأول: ضرورة الدّفاع عن العقيدة وحُكم ذلك في الإسلام.
- الثاني: الصيغ الملائمة لتحقيق دفاع المسلم عن عقيدته بكلّ الإمكانات.
الفصل الأول: توفير الأمن الداخلي، وفيه أربعة مباحث:
- المبحث الأول: ردع الظلم.
- المبحث الثاني: ردع البغاة والمحاربين.
- المبحث الثالث: حماية المنشآت والمصانع.
- المبحث الرابع: الدفاع المدني.
الفصل الثاني: تحقيق الأمن الخارجي، وفيه ثلاثة مباحث:
- المبحث الأول: حماية حدود الدولة.
- المبحث الثاني: إظهار القوة لإرهاب العدو.
- المبحث الثالث: رعاية أمن الدولة الخارجي.
الفصل الثالث: حماية الدين، وفيه ثلاثة مباحث:
- المبحث الأول: تأمين حرية الدين والاعتقاد للمؤمنين.
- المبحث الثاني: حماية الدعوة حتى تُبلّغ إلى الناس جميعًا.
- المبحث الثالث: إغاثة المظلومين من المؤمنين.
أما الباب الثاني فقد ذكر فيه: أسس إعداد الجندي المسلم، وجاء في خمسة فصول:
الفصل الأول: في الأساس العقدي، وفيه خمسة مباحث:
- المبحث الأول: ترسيخ أسس العقيدة الصحيحة.
- المبحث الثاني: ربط النصر بالإيمان.
- المبحث الثالث: مكانة المجاهدين في الإسلام.
- المبحث الرابع: منزلة الشهداء عند الله.
- المبحث الخامس: دراسة ميدانية وثائقية لإعداد الجندي في الجيش العربي السعودي إعدادًا عقديًا سليمًا.
الفصل الثاني: في مجال الأساس النفسي، وفيه أربعة مباحث:
- المبحث الأول: الروح المعنوية، وفيه ثلاثة مطالب:
- المطلب الأول: الإعداد النفسي أيام السلم والحرب.
- المطلب الثاني: انتزاع عوامل الضعف.
- المطلب الثالث: أثر الإعداد العام للجيش في رفع الروح المعنوية.
- المبحث الثاني: مقاومة الحرب النفسية، وفيه ثلاثة مطالب:
- المطلب الأول: المؤمن لا يعتمد على قوته بل يعتمد على عون الله.
- المطلب الثاني: عدم القنوط أو اليأس.
- المطلب الثالث: تحري الحقيقة في الشائعات والأراجيف.
- المبحث الثالث: في استخدام الحرب النفسية ضدّ العدو، وفيه ثلاثة مطالب:
- المطلب الأول: أساليب الحرب النفسية وقت السلم.
- المطلب الثاني: أساليب الحرب النفسية وقت الحرب.
- المطلب الثالث: أثر الحرب النفسية على العدو.
- المبحث الرابع: رعاية أُسر المجاهدين، وفيه مطلبان:
- المطلب الأول: رعاية أُسر المجاهدين في صدر الإسلام.
- المطلب الثاني: رعاية أُسر الجند في الجيش السعودي.
الفصل الثالث: الأساس اللياقي (البدني)، وفيه مبحثان:
- المبحث الأول: اللياقة البدنية، وفيه مطلبان:
- المطلب الأول: الاهتمام بصحة الجسم.
- المطلب الثاني: سلامة التركيب البدني لدى الجندي.
- المبحث الثاني: الإعداد المادي، وفيه مطلبان:
- المطلب الأول: توفير الأسلحة.
- المطلب الثاني: التدريب.
الفصل الرابع: الأساس الخلقي، وفيه مبحثان:
- المبحث الأول: أخلاق الجندي وقت السلم والحرب.
- المبحث الثاني: دراسة تحليلية لأخلاق جنود الإسلام خلال التاريخ الإسلامي في ضوء الكتاب والسنة.
الفصل الخامس: الأساس الإداري، وفيه مبحثان:
- المبحث الأول: القيادة، وفيه ثلاثة مطالب:
- المطلب الأول: سمات القائد.
- المطلب الثاني: واجبات القائد.
- المطلب الثالث: خطورة فقدان القيادة أو الاختلاف عليها أثناء المعركة.
- المبحث الثاني: العلاقة بين القيادة والجند، وفيه مطلبان:
- المطلب الأول: واجبات الجندي تجاه قيادته.
- المطلب الثاني: أساليب الاتصال بين القيادة والجند.
أما الخاتمة فقد ذكر فيها أهم النتائج المتعلّقة بإعداد الجندي المسلم، وهي:
- إنّ الجندية نشأت مع حاجة الإنسان إلى الأعوان والأنصار لمواجهة متطلبات وظروف الحياة المختلفة، وأنّها قد مرت بمراحل متعددة ومتدرجة في الإعداد والتنظيم.
- إنّ المسلمين في بداية عصر الإسلام كانوا جميعًا مجنّدي أنفسهم للجهاد، حتى وضع عمر الديوان، فحينئذٍ أصبح المسلمون بين جندي متطوع، وجندي وَقَفَ نفسه على الجهاد.
- الجهاد مصطلحٌ إسلاميٌ شرّف الله به هذه الأمة، بينه وبين الجندية تداخل وتلازم وثيق.
- إنّ العقيدة الإسلاميّة لا تنهض وحدها، بل لابدّ من أن يقوم بها الإنسان المسلم الذي تحمّل مسؤولية القيام بها، والدّفاع عنها عسكريًّا وفكريًّا، فتلك مسؤولية الأُمّة مجتمعة وفي طليعتها الجند.
- الشرطة لم تكن معروفة في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعدم الحاجة إليها؛ لأنّ المسلمين جميعًا جنود أمن. وأول ما عُرفت في زمن عمر -رضي الله عنه- وفي بعض ولاياته، ثمّ تطورت حتى أصبحت في وقتنا الحاضر جهازًا متكاملًا يُسهم في حفظ الأمن الداخلي.
- تبيّن أنّ واجبات الجندي داخل المجتمع تتركّز في ردع الظلم بين أفراد المجتمع، وإحلال الأمن والعدل داخل كيانه ومواجهة الفتن الداخليّة للقضاء عليها وحماية المنشآت والمصانع، ومواجهة ما يهدد الإنسان وممتلكاته في حياته اليومية بفعل البشر أو عوامل الجو، كالكوارث الطبيعية.
- وأنّ واجبات الجندي المسلم خارجيًّا تتركّز في:
- حراسة الحدود والدفاع عنها أمام كل معتدٍ. فالحدود تُعدّ المنفذ الوحيد الذي يدخل منه الأعداء لزعزعة الجبهة الداخليّة.
- إظهار القوّة الشاملة، وإشعار العدو بمدى ما يتمتع به الجيش الإسلاميّ من قوة مادية وتنظيمية تؤهله لمواجهة الأعداء.
- المحافظة على العهود والمواثيق مع الأعداء، وصدّ عدوان من اعتدى وأخذ الحيطة والحذر الدائم.
- تبيّن أن قوة الجبهة الداخلية تُسهم في تقوية الجبهة الخارجيّة، وقوّة الجبهة الخارجية تُسهم في تأمين الدين الإسلاميّ من كيد الأعداء، والذي يُعدّ أحد الأهداف السامية لإعداد الجندي الذي عليه أنْ يُسهم في:
- تأمين الدعوة لتصل إلى كلّ شبر من أرجاء المعمورة، وليسمعها كل إنسان.
- جعل حرية التّدين والاعتقاد حقيقة لا مِراء فيها، بعيدًا عن عوامل التأثير والإكراه. ويشدّ من أزر المستضعفين من المسلمين ويقوّي عزائمهم في مواجهة ما يلاقونه من تحدّيات.
- إعداد الجندي في الإسلام ينبني على أسس متناسقة، فالعقيدة الإسلاميّة هي أساس ذلك الإعداد، ولها المكانة الأولى في ذلك، فيجب أنْ تكون راسخة قائمة على الإدراك والعلم، فهي الطاقة التي يتحرّك على هداها الجندي، وهي التي تمدّه بالقوّة والثقة.
- النّصر مرتبط بالإيمان وجودًا وعدمًا، فلا تجلبه قوة السّلاح، ولا كَثرة العدد، مع عدم إغفال الأخذ بالأسباب المؤدّية إليه.
- الجهاد ذروة الإسلام، والمجاهدون أفضل الخلق، وأكملهم إيمانًا، وهم روح الأُمة، ودرعها الواقي بعد الله عزّ وجلّ.
- الشهداء قاعدة الانطلاق نحو العزّ والمجد، وهم أصحاب المنزلة الرفيعة والمميزة في الجنّة.
- من ثمرات العقيدة الصحيحة: تقوية الروح المعنوية للجندي، ودفعه إلى الثبات والتضحية، والبذل والعطاء بقوة وعزيمة لا يفتّ فيها أمرٌ من أمور الدنيا.
- العناية بأُسر المجاهدين عاملٌ يزيد الروح المعنوية قوة.
- للتربية أثرها الكبير في الفرد، وللإسلام منهجه التربويّ المتكامل، فقد عُني بتربية الأجسام، وصحة الأبدان، كما عُني بتربية الروح والعقل.
- وكما يهتمّ الإسلام بغرس الإيمان في الجُند، وإذكاء الروح المعنوية لديهم، فإنّه لا يُهمل الأخذ بالأسباب المادّية، فهو يحثّ على توفير الأسلحة والأخذ بكلّ جديد وفاعل منها. ومن هنا يُعدّ إهمال توفير الأسلحة والتدريب عليها مخالفةً شرعية لأمر إعداد القوّة.
- المبادئ والقيم التي يؤمن بها الفرد والجماعة تظهر آثارها على سلوكهم وتصرفاتهم.
- الأخلاق الإسلاميّة لا يقتصر التعامل بها بين أفراد المجتمع المسلم فحسب، بل يتعدّاه إلى غيرهم ولو كانوا أعداء.
- للجنديّة في الإسلام أخلاقياتها وآدابها التي تتميز بها، وهي نابعة من نظرة الإسلام إلى الحرب، وأنّها ليست مرادة لذاتها، وإنّما لما تؤدي إليه وينتج عنها من نشر الخير والحقّ، ودفع الشرّ والباطل، ومن هنا كانت أخلاق جنود المسلمين وسلوكهم في الجهاد من العوامل المهمّة في النّصر، وفي استجابة الأعداء للإسلام.
- حاجة الإنسان إلى النّظام قديمة قِدم حاجته إلى الاجتماع، وفقدان النّظام والانضباط طريقٌ إلى الفوضى والعشوائية. والإسلام دين يقدّر النّظام حقّ قدره، ومن هنا عُني بالسلطة كوسيلة لسيادة النظام.
- القائد هو العقل المدبّر الموجّه للجُند؛ لذا كان لابدّ من اتّصافه بسمات تجعله المثل والقدوة الحسنة.
- العلاقة بين القيادة والجُند إحدى العوامل المهمة والخطيرة في تحقيق النّصر ونتائج المعركة، لذلك حرص الإسلام على تقويتها وجعلها على مستوى المسؤولية، فجعل لكلّ منهما واجبات وحقوقًا قبل الآخر. وقوّى وسائط الاتصال بينهما لتوثيق الروابط وتعميق الثقة.
- الشريعة الإسلاميّة مصدر أنظمة الخدمة العسكريّة في الجيش العربي السعودي.
إضافة تعليق جديد