السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادي اول 1446 هـ

هيئة تحرير الشام تستغلُّ حادثةَ (تلعادة) وتشنّ حربًا جائرة على (الجبهة الوطنية للتحرير)

24 ربيع ثاني 1440 هـ


عدد الزيارات : 2811
موقع على بصيرة

 

 

تسعى هيئة تحرير الشام إلى السيطرة على ريف حلب الغربي بسبب موقعه على الطريق الدولي الذي يربط حلب بغيرها من المناطق، فلا يمر وقت طويل حتى تواصل الهيئة استغلال الحوادث وتلفيق التهم، لتشنّ هجومها على الفصائل العسكرية، في حين لا تتوقف حملات التشويه والتكفير والتحريض التي يقوم بها شرعيوها أمثال الفرغلي وأبي اليقظان المصري وأبي الزبير الغزي وغيرهم. إلّا أن محاولاتها الكثيرة لم تنجح في مخططها بسبب انكشاف زيفها وافتضاح أمرها عند الناس الذي باتوا يعرفون أنّ هيئة تحرير الشام ليست إلّا وجها آخر من وجوه تنظيم الدولة (داعش).

ففي 28 كانون الأول 2018م قالت وكالة (إباء) التابعة لـ (هيئة تحرير الشام) عبر (تلغرام): إنّ خمسةَ عناصر من (تحرير الشام) قتلوا في قرية (تلعادة)، إثر تعرّضهم لإطلاق نار مصدره جبل (دارة عزة) الذي يخضع لسيطرة حركة (نور الدين الزنكي) المنضوية تحت (الجبهة الوطنية للتحرير). وقد نفت الأخيرة أي هجوم من المناطق التي تسيطر عليها باتجاه مناطق (تحرير الشام)، ونفت الاتهامات التي وُجِّهت إلى حركة (نور الدين الزنكي) بقتل عدد من عناصر الهيئة في (دارة عزة) غربي حلب.

فقد صرح الناطق الرسمي في الجبهة الوطنية، النقيب (ناجي مصطفى) في بيان له بأنّه "تم كيل اتهامات لحركة نور الدين الزنكي، إحدى مكونات الجبهة الوطنية للتحرير، وترافق ذلك مع حملة تحريض إعلامية ضد الحركة". وأضاف مصطفى: "ونحن إذ ننفي هذه الاتهامات جملة وتفصيلًا، نعلن استعدادنا لتشكيل لجنة يتوافق عليها الطرفان تحقّق في الحادثة، وتحكم فيها مع قبول وتنفيذ كل ما يصدر عن تلك اللجنة من قرارات".

ثم أعلنت (تحرير الشام) و(نور الدين الزنكي) في 30 كانون الأول التوصّل إلى اتفاق يقضي بحل الخلاف الحاصل بينهما، فقد ورد في بيان مشترك نقلته وكالة (إباء) التابعة للهيئة أنّ الطرفين اتفقا على تسليم الأشخاص المتهمين بقتل عناصر تابعين لـ (تحرير الشام)، إلى (جبهة أنصار الدين) كطرف ثالث خلال مدة أقصاها 24 ساعة، وتكليف القاضي الدكتور (أنس عيروط) بالحكم في القضية، حيث يقبل الطرفان بما يصدر عنه من أحكام وقرارات.

فاستجابت حركة (نور الدين الزنكي) وقدّمت أمير قطاع (دارة عزة) للقضاء، ثم أطلق القاضي سراحه بعد استجوابه، كما سلّمت أيضًا قائد الكتيبة التي كانت مرابطة على جبل الشيخ بركات، وسلّمت المتهمين العسكريين.

إلا أنّ (تحرير الشام) أخلّت بالاتفاق، واتهمت في بيان لها (الزنكي) بالمماطلة في التجاوب مع اللجنة الشرعية المشكّلة، وحمّلت (الزنكي) المسؤولية عن عمليات القتل والتعدّي التي طالت عناصر وقيادات الهيئة.

وقبل هذا البيان بدأت الهيئة هجومها على ريف حلب الغربي بحجّة أنّ حركة (الزنكي) لم تسلّم المطلوبين للمحكمة الشرعية المشكّلة، وأنّه قدّم رواية غير الرواية التي قدّمتها الهيئة عن تورّط عناصر من الزنكي في قتل عناصرها في (تلعاد)، ليكون ذلك سببًا للهجوم على ريف حلب الغربي وقصف بيوت المدنيين بالمدفعية. فاندلعت اشتباكات عنيفة يوم الثلاثاء 1-1-2019م بين (تحرير الشام) و(الجبهة الوطنية للتحرير) على عدّة محاور في الريف الغربي، بعد هجومٍ للهيئة على المنطقة، إذ استهدفت مشفى الكنانة في (دارة عزة) بقذائف الدبابات ما أدى إلى مقتل ممرض من الطاقم الطبي، كما أصيب طفلان ورجل جراء الاشتباكات على أطراف بلدة (تقاد). واستشهد الشاب (بشار عيطة) جرّاء قصف (تحرير الشام) لبلدة (خان العسل) بقذائف الهاون.

وفي اليوم ذاته أصدرت (الجبهة الوطنية للتحرير) بيانًا وضّحت فيه أنّ الاتفاق الأخير بينها وبين الهيئة قد تضمّن إحالة القضية لمحكمة شرعية وتكليف القاضي (أنس عيروط) بمتابعتها، وحصلت الجلسة القضائية الأولى، إلا أنّها فوجئت بأرتال لهيئة تحرير الشام باتجاه حركة نور الدين الزنكي بذريعة التأخّر في تسليم العناصر المطلوبة مع أنّها سلّمت كل عناصرها المطلوبين وتعهّدت بجلب المطلوبين من المدنيين في حال كانوا ضمن مناطقها.

وقالت الجبهة الوطنية في بيانها: "إنّ هيئة تحرير الشام تريد كعادتها استغلال حادثة (تلعادة) كذريعة لتصفية حساباتها مع فصائل الجبهة الوطنية، ومحاولة توسيع سيطرتها على المناطق المهمّة التي تسيطر عليها الجبهة الوطنية في حلقة جديدة من مسلسل الاعتداء وضرب الفصائل المجاهدة". وأكّدت أنّها لن تتردّد لحظة واحدة في الدفاع عن نفسها وردّ صيال من يعتدي علينا". وحمَّلت الجبهةُ (هيئةَ تحرير الشام) مسؤولية كافّة التبعات الخطيرة والكارثية التي سوف تترتّب على تصعيدها الأخير في هذا الظرف الحسّاس الذي تمرّ به البلاد.

ورغم ذلك استمرّت الهيئة في حملتها على ريف حلب الغربي من عدّة محاور، وسيطرت على (دارة عزة) و(الأشرفية) و(كفرنتين)، واحتلّت جبل الشيخ بركات ذا الموقع الاستراتيجي وأعلى قمة في الشمال السوري، إذ يطلّ على كامل أرياف حلب (الغربي، الشمالي الشرقي)، ويكشف مدينة عفرين وبلدتي نبل والزهراء، ويضمّ شبكة كبيرة من أبراج الاتصالات المدنية والعسكرية.

هذا وتستمر المواجهات بين (تحرير الشام) و(الجبهة الوطنية) في ضواحي (دارة عزة) وأطرافها، حيث تقوم الهيئة بتمشيط البيوت واعتقال الأبرياء، وإعدام بعض المدنيين.

 

 

إضافة تعليق جديد