هيئة تحرير الشام تستغل مقتل قياديين فيها وتستعد للحرب على الجبهة الوطنية للتحرير
شهدت بلدات ريف حلب الغربي في الأيام الماضية توتّرًا كبيرًا بين هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير، وقد تطورت الخلافات بينهما إلى مقتل قياديين بارزين في هيئة تحرير الشام مساء الإثنين 29-10-2018م، إثر اشتباكات بين الطرفين في بلدة كفر حمرة بريف حلب الشمالي.
ووصفت هيئة تحرير الشام في بيان لها يوم الثلاثاء 30-10-2018م حادثةَ مقتل القياديين (أبو تراب الشامي وأبو محمد أكرم) بأنّها "عملية اغتيال وتصفية مدبّرة"، واتهمت بعض مكوّنات الجبهة الوطنية للتحرير "بإدخال الساحة في أتون حرب داخلية لا تبقي ولا تذر"، كما طالب البيان بتسليم من سمّاهم "القتلة المجرمين" للقضاء الشرعي.
وفي اليوم نفسه أصدرت الجبهة الوطنية للتحرير بيانًا أوضحت فيه ملابسات الحادثة فقالت: "إنّ جماعةً تابعة لهيئة تحرير الشام قامت يوم الإثنين بفتح مقرٍّ لها مقابل مقرٍ تابع للجبهة الوطنيّة في منطقة تسيطر عليها الجبهة، وقد طُلب منهم مرارًا إغلاق المقرِّ منعًا لأيِّ إشكال، بسبب تداخله مع مقرّات الجبهة، إلا أنّ الهيئة رفضت ذلك، فعمدت الجبهة الوطنية إلى نصب حاجز على الطريق المؤدّي إلى مقر الهيئة الجديد لإجبارهم على إغلاقه".
وأضاف البيان: "في أثناء ذلك مرّت سيارة لتحرير الشام على الحاجز ولم تتوقف، بل بادر مرافق السائق فيها إلى إطلاق النار على الحاجز وأصاب اثنين من عناصر الجبهة الوطنية، فتمّ الرد حينها على إطلاق النار، فقُتل اثنان من هيئة تحرير الشام، وعلى إثر ذلك استولت تحرير الشام على بعض مقرّات الجبهة في كفر حمرة، ورفضت الخروج منها".
وأوضحت الجبهة الوطنية أنّ بيان هيئة تحرير الشام: "تحريف للحقائق وتشويه للوقائع، وكيف يكون الاغتيال مدبّرًا ورواية تحرير الشام نفسها تثبت أنّ القتل كان في سياق نزاع حاصل بين الطرفين".
وأكّدت الجبهة حرصها على الحفاظ على الساحة، ومنعها من الانزلاق إلى أي قتال داخليّ، وحقَّها في الدفاع عن عناصرها واستعادة مقرّاتها، كما دعت من سمّتهم العقلاء في تحرير الشام: "إلى تحكيم لغة العقل، والنزول إلى محكمة شرعيّة مستقلّة".
ويبدو أنّ هذا الهجوم الذي شنّته هيئة تحرير الشام على مقرّ الجبهة الوطنية يأتي ضمن الحملة التي تقودها الهيئة لإحداث التوتّر، وإعادة القتال ضد الفصائل الثورية، فقد قامت الهيئة بانتهاكات عديدة، فقتلت خمسة مدنيين بينهم طفلان، واعتقلت ما لا يقل عن 184 شخصًا في غضون أقل من شهرين، وصعَّدت من انتهاكاتها بعد دخول الاتفاق التركي الروسي في حيِّز التَّنفيذ بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان. وقد قامت خلال شهر تشرين الأول فقط بأكثر من عشر عمليات تهدف إلى زعزعة الأمن وإشعال نار القتال في مناطق: (دارة عزة، وميزناز، وكفر حلب، وكفر حمرة، وجوزف، والأتارب).
وعلى إثر ذلك سيطرت هيئة تحرير الشام على مدينة كفر حمرة عقب انسحاب الجبهة الوطنية منها، وقال ناشطون إنّ الهيئة اعتقلت حوالي عشرين شخصًا، بينهم مدنيون وعناصر تابعين للجبهة، وأدّت الاشتباكات بين الطرفين إلى قطع الطرق بين دارة عزة وترمانين وقريتي إرحاب وصَلوة في ريف حلب الغربي.
ويبدو أنّ هيئة تحرير الشام تحاول أن تستغلّ مقتل (أبو تراب الشامي وأبو محمد أكرم) كما فعلت من قبل عندما قاتلت العديد من الفصائل الثورية بحجّة مقتل أبي عبد العزيز القطري، وأبي عيسى الطبقة، وأبي أيمن المصري، وغيرهم؛ ولذلك فهي تحشد اليوم قواتها وتجري تحرّكات ميدانية للهجوم على مواقع تابعة للجبهة الوطنية للتحرير.
إضافة تعليق جديد