السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادي اول 1446 هـ

"منظّر فكر الغلو" يكفّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

26 محرم 1440 هـ


عدد الزيارات : 3991
موقع على بصيرة

 

وصف منظّر فكر الغلو والتكفير عصام البرقاوي الشهير بـ (أبي محمد المقدسي) الرئيسَ التركي رجب طيب أردوغان بـ "الطاغوت"، زاعمًا أنّه "ليس من الإسلام في شيء"، مستدلًّا على ذلك بإعلانه علمانية الدولة، موضّحًا: أنّ هذا يعني بكل صراحة: عدم السماح للإسلام بحكم ولا هيمنة ولا تشريع.

كما أكد في موضع آخر وصف أردوغان بالكفر، فقد قال في رسالة سابقة عنه إنّه "رجل علماني، وإن كان خالف العلمانيين الأتاتوركيين، فإنّما خالفهم في تفسير العلمانية فقط، ولا يتبرأ من العلمانية، بل يفسّرها تفسيرًا ممدوحًا عنده يظنّه حسنًا، وهو تفسير باطل لا يخرج عن إطار العلمانية المكفرَّة، إذ يفسرها بفصل الدين عن الدولة، وترك من شاء أن يتدين وشأنه، ومثله من شاء أن يتزندق".

وأضاف: إنّ "هذا التفسير الذي استحسنه هذا الرجل ويروّج إليه ليس من الإسلام في شيء، فدين الإسلام لا يُجيز الإلحاد والإشراك بالله، ولا يقرّه، ولا يفصل بين السياسة والدين، بل ذلك كلّه مناقض للإسلام، وهو من أبواب الكفر الصريح".

يأتي هذا الكلام في سياق رسالة وجّهها البرقاوي (المقدسي) للفصائل المسلحة السورية محذّرًا إيالها "من الاغترار" بالرئيس التركي لتلاوته "آيات من القرآن في مناسبات، أو الاغترار بما يروّج له المنبهرون به من دعوى خروجه عن إملاءات الغرب وسيادتهم، مع أنّه وجيشه وقواعده ما زالوا ضمن منظومة الأعداء والناتو".

وأضاف: "لا حاجة لنا لصدمات وخيبة أمل بأردوغان ووعوده، لكي نعرف حقيقة أنّه علماني يعارض ويهين التوحيد، ولن ينصر جهادنا، ولن يسعى لتحكيم شريعتنا، ولا يعنيه رفع رايتنا".

 

توقيت هذا التصريحات:

تصريحات المقدسي تأتي في أعقاب إدراج  تركيا لـ "هيئة تحرير الشام" على قائمة المنظّمات الإرهابية، ضمن الخطوات العملية التي بدأت باتخاذها لتجنيب الشمال السوري -وإدلب على وجه الخصوص- شبح الحرب.

وكانت تركيا قد طلبت من الهيئة حلّ نفسها لئلا تتخذ ذريعة حربًا شعواء يزمع النظام السوري شنّها على الفصائل السورية لن يقتصر لهيبها على الفصائل بل سيطال الملايين من المدنيين السوريين قتلًا وتشريدًا.

 

"أبو قتادة الفلسطيني" أصرح من "المقدسي" في تكفير "أردوغان":

يُذكر أنّ هذا الموقف من المقدسي يتّفق مع موقف رأس من رؤوس الغلاة في الوقت الحاضر، وهو عمر عثمان (أبو قتادة الفلسطيني)، الذي صرّح بتكفير الرئيس التركي حين قال: "فمتابعة الكافرين في دينهم ولو قليلًا، ولو لبعض ما في دينهم، هو نقض لأصل الدين، وأردوغان يوافق أهل الإسلام في أمور أكثر من غيره من حكّام المسلمين المرتدين ولا شك، لكنه يوافق المشركين في بعض دينهم، فهذا وإن جَعَلَه أقلَّ كفرًا منهم، لكن لا يخرجه من دائرة الكفر كما هو حكم الله تعالى" !!

 

دوافع هذه التصريحات والأحكام:

هذا الكلام في تكفير "أردوغان" من رأسي الغلو المعاصر ينمّ عن جهل منهم بحال الرجل، كما ينمّ عن حقد دفين سببه ما حقّقه ويحققه من إنجازات تسرّ المسلمين في كل مكان، على جميع الأصعدة: المحلّية والعربية والإسلامية والعالمية، وما يقوم به من نصرة الإسلام والمسلمين بطريقة ثابتة متدرّجة، في الوقت الذي عجز فيه الغلاة الذين يزعمون نصرة الدين عن تحقيق شيء من ذلك، بل انقلب الأمر عليهم، وتحوّلت مشاريعهم إلى تدمير وإضلال، وتحتاج الأمة للتعافي من مصائبهم عقودًا من الزمان.

من جهة أخرى فإنّ من الأمور المسلَّم بها في عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة، ويعلمها العلماء الربّانيون، ويجهلها أو يتجاهلها أهل الغلوّ: التفريق بين الحكم على الاعتقاد أو القول أو الفعل بأنَّه كُفر، والحكم على المسلِم المعيَّن الذي اعتقد أو قال أو فعل شيئًا كفريًّا بالكفر، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "نُصُوص الوعيد التي في الكتاب والسنّة، ونصوص الأئمة بالتكفير والتفسيق ونحو ذلك: لا يستلزم ثبوت موجبها في حق المعيَّن؛ إلاَّ إذا وُجِدَتِ الشروط، وانتفتِ الموانع".

لذا فإن المسارعة إلى تكفير الشخص المعيّن لقيامه بأمر يعتقد مَنْ يحكم عليه بأنّه كفر: ضربٌ من الجهل، والغلوّ، والافتئات على الله تعالى، إذ قد يكون في هذا جاهلًا أو متأوّلًا أو غير ذلك، هذا إن لم يكن فعله صوابًا، والخطأ ممن سارع إلى تكفيره!!لمزيد من الاطلاع حول هذه المسألة، ولمعرفة حكم من ينادي بالديمقراطية أو الدولة المدنية، أو يعمل في كيانات تقوم على أصول كفرية، يُنظر فتوى: "حكم المجالس والتشكيلات التي تحوي مبادئ تخالف الشريعة، والتعاون معها" للمكتب العلمي بهيئة الشام الإسلامية https://islamicsham.org/fatawa/2413​.

 

1 - لمزيد من الاطلاع حول هذه المسألة، ولمعرفة حكم من ينادي بالديمقراطية أو الدولة المدنية، أو يعمل في كيانات تقوم على أصول كفرية، يُنظر فتوى: "حكم المجالس والتشكيلات التي تحوي مبادئ تخالف الشريعة، والتعاون معها" للمكتب العلمي بهيئة الشام الإسلامية https://islamicsham.org/fatawa/2413

إضافة تعليق جديد