تركيا تدرج (هيئة تحرير الشام) على قوائم الإرهاب.. والأخيرة تصرّ على غلوها
منذ تشكيلها عام 2011م وقفت (جبهة النصرة) بمسمّياتها المختلفة عائقًا كبيرًا أمام تقدّم الثورة السورية، لتصبغها بالسواد، وتلبسها لبوس الغلوّ والإرهاب، فعلى الرغم من تعدّد المسميات بدءًا من (جبهة النصرة) مرورًا بـ (جبهة فتح الشام) التي أعلن فيها أميرها (أبو محمد الجولاني) عام 2016م فكّ ارتباطه مع تنظيم القاعدة، حتى (هيئة تحرير الشام) التي أُعلن عنها سنة 2017م؛ إلا أنّ نهج الغلوّ القاعدي وأدبياته ظلّ مسيطرًا على فكرها وأعمالها التي طعنت الثورة السورية في ظهرها مرّات عديدة. وربما لا يبدو هذا النهج غريبًا لمن يعرف أنّ قائدها هو (أبو محمد الجولاني) ربيب (البغدادي) ورسوله الأول إلى سورية.
تغيّرت المسميات مرات عديدة إلا أنّ نظرة الدول الغربية بقيت كما هي ولم تتغير، وبقيت القاعدة شمّاعة العدوان على سورية وثورتها، فكلّف ذلك البلاد استجلابًا للقوى العالمية، وحربًا على البشر والحجر، كل ذلك و(الجولاني) والقيادات المقرّبة منه آمنة من القصف، حالهم حال (أبي بكر البغدادي) ورجالاته الذين يخرجون من قلب الخراب، سالمين آمنين إلى مدينة جديدة من مدن أهل السنة!
وها هي (هيئة تحرير الشام) اليوم تستجلب القوات الروسية وجيش النظام ومليشياته إلى مدينة إدلب، وذلك بعد فشل الاتصالات التي كانت تجريها تركيا لإقناعها بحلّ نفسها والاندماج ضمن التشكيلات العسكرية للجيش الحر في إدلب؛ لنزع ذريعة الروس والنظام السوري وإيران بوجود تنظيمات إرهابية في إدلب؛ لشن هجوم واسع عليها.
ونتيجة لذلك أدرجت تركيا الجمعة 31 آب أغسطس (هيئة تحرير الشام) على قائمة الإرهاب، وجاء هذا التصنيف بمرسوم جمهوري نشر في الجريدة الرسمية التركية، ليتطابق مع قرار الأمم المتحدة في شهر حزيران يونيو الماضي بإضافة (تحرير الشام) إلى قائمة الأفراد والمنظمات التي ستجمد أرصدتهم بسبب صلاتهم بتنظيميْ القاعدة والدولة.
وقبل قيام تركيا بتصنيف (هيئة تحرير الشام) على قوائم الإرهاب خرج (الجولاني) في كلمة مسجلة له، تطرّق فيها إلى نقاط المراقبة التركية، وقال: "لا يمكن الاعتماد على النقاط التركية في الشمال، فالمواقف السياسية يمكن أن تتغيّر بين اللحظة والأخرى". وذلك في رسالة واضحة منه إلى رفض الوجود التركي، كما ركّز (الجولاني) أيضًا على مصير (هيئة تحرير الشام) معتبرًا أنّها "الشوكة التي تحاول الدول إزالتها".
كل هذا يعني أنّ مشروع الغلاة في سورية يريد أن يستكمل خطته في تدمير المناطق الخارجة عن سيطرة النظام ثم تسليمها إلى النظام السوري بعد قتل أهلها وتهجيرهم ونهب ممتلكاتهم على غرار ما جرى في مدينتيْ الرقة والموصل، وبعد ذلك ربما يخرج (الجولاني) من منطقة آمنة في تسجيل صوتي، ليقول إنّ "ميزان النصر أو الهزيمة عند المجاهدين ليس مرهونًا بمدينة أو بلدة سُلبت" كما قال (أبو بكر البغدادي) في تسجيله الأخير !!
إضافة تعليق جديد