(الأباة) تجّمع جديد في سورية يقوده (المحيسني)
بعد أيام من تشكيل تنظيم (حرّاس الدين) الذي يضمّ وجوهًا بارزة في تنظيم القاعدة، ويقوده (أبو همّام الشامي) القائد العسكري السابق في (جبهة النصرة(، يطلّ علينا (عبدالله المحيسني) يوم الجمعة 14 جمادى الثانية 1439هـ / 2 آذار 2018 بتجمّع جديد أطلق عليه اسم: (تجمّع الأباة)، يضمّ مجموعة ممن سمّاهم: المهاجرين القادمين من بلاد الحرمين، وأنه قد عُهد إليه بإدارة هذا التجمّع، مع نائبه (مصلح العلياني).
أعلن التجمّع في بيانه الأول أنّه: "حرصًا على ألّا تتحول بندقية المهاجر عن الهدف العظيم الذي هاجر لأجله من نصرة الدين ودفع العدو الصائل عن المستضعفين، فإن ثلّة من المهاجرين من بلاد الحرمين قد اجتمعوا تحت مسمّى: تجمع الأباة".
وأوضح البيان المبادئ التي اجتمعوا عليها، وهي: "النأي بالنفس عن النزاعات الداخلية بين أهل الشام، والحرص على إبقاء حبال الودّ ممدودة مع كل الفصائل، وعدم التقدّم على أهل البلد في شؤون بلادهم، وعدم الخوض في النوازل أو الحكم على الأعيان والطوائف إلا بالرجوع لكبار أهل العلم المشهود لهم بالسبق والفضل".
وكان (المحيسني) قد نشر على قناته الخاصة في برنامج (تلغرام) مقابلة استضافه فيها نائبه (مصلح العلياني) ليتحدث عن (المهاجرين) في الشام وفضائلهم والتضحيات التي يقدّمونها، وأكّد على بقاء المهاجرين خارج الصراعات في الشام، وأنّهم لا يتدخّلون إلا (للإصلاح).
وللوهلة الأولى يظنّ القارئ سموّ المبادئ التي قام عليها هذا التجمّع، لكن عند التأمل يجد أنّها تنضوي على كثير من الخلل والتدليس.
-
فمبدأ "النأي بالنفس عن النزاعات الداخلية بين أهل الشام" يخصّ النزاعات التي قد تحدث بين أهل الشام دون غيرها! وربّما كتطبيق عملي لهذا المبدأ فإنّ (المحيسني) وتجمّعه يغضّون الطرف عن بغي (هيئة تحرير الشام) وجرائمها التي لا تنتهي، وكأنّه لا يعرف الظالم من المظلوم، ولا يلتفت إلى الجَهَلَة القتلة أمثال (أبي اليقظان المصري) صاحب فتوى (الضرب بالرأس)! وحاله اليوم كحاله بالأمس عندما سكت عن جرائم داعش سنين طويلة، ولم يكتشف أنّها دولة خوارج، وأنّها أفسدت جهاد أهل الشام إلا بعد أن شربت من دماء السوريين الكثير.
-
وكذا مبدأ "إبقاء حبال الودّ ممدودة مع كل الفصائل" فهو لا يستثني فصائل الغلو من هذا الودّ، ويزيد مسألة العلاقة بالغلاة غموضًا: ما نصّ عليه البيان من أنّ التجمع "يضم عددًا من المهاجرين مع بقائهم في فصائلهم وأعمالهم"!
-
أمّا "عدم الخوض في النوازل أو الحكم على الأعيان والطوائف إلا بالرجوع لكبار أهل العلم المشهود لهم بالسبق والفضل" فهو عين الحق الذي ينشده الجميع، لكنّ المشكلة تكمن في تحديد أهل العلم هؤلاء، فالمعروف عن (المحيسني) وأمثاله مدحهم وأخذهم بآراء كبار منظّري الغلو أمثال: (الظواهري) ويسمّيه -تبعًا للقاعدة- حكيمَ الأمّة، و(أبي قتادة الفلسطيني) الذي خلع عليه ألقاب التعظيم عندما سمّاه: شيخ الجهاد، والعلاّمة الأصولي! و(أبي محمد المقدسي) وقد سبق للمحيسني أن انسحب من (مجلس شورى أهل العلم) غضبًا وحميّة له عندما انتقده المجلس.
ولذلك يبدو أنّ هذا التجمع استمرار للعبة التي يتقنها (المحيسني)، وهي التملق للغلاة والدفاع عنهم والتغطية على جرائمهم والترويج لأفكارهم ومشاريعهم التي أدخلت ثورة الشام في متاهات كثيرة وأنفاق مظلمة، ويؤكّد أنّ انحيازه الكامل سيبقى لفصائل القاعدة مهما تعددت مسمياتها.
وهو في هذا التجمّع وهذه المقابلة يسيء إلى مفهوم الهجرة والمهاجرين كما أساء إلى مفهوم الجهاد منذ اليوم الأول الذي جاء فيه إلى سورية.
صورة البيان
إضافة تعليق جديد