الخميس 26 ديسمبر 2024 الموافق 24 جمادي الثاني 1446 هـ

تنظيم (حراس الدين) وجه جديد للقاعدة في سورية

14 جمادي الثاني 1439 هـ


عدد الزيارات : 5721
موقع على بصيرة

 

بعد الانهيار والهزائم التي مُنِيَت بها وليدة تنظيم القاعدة: (هيئة تحرير الشام) في الشمال السوري أعلنت فصائل عسكرية وشخصيات من تنظيم القاعدة تشكيلَ تنظيمٍ جديدٍ أطلقوا عليه اسم (حرّاس الدين)، يضم (جيش الملاحم – جيش الساحل – جيش البادية – سرايا الساحل – سرية كابل – جند الشريعة)، بقيادة (أبي همام الشامي) القائد العسكري السابق في (جبهة النصرة)، وقد عرَّف التنظيم الجديد عن نفسه عبر حسابه على التلغرام بقوله: "تنظيم إسلامي من رحم الثورة السورية المباركة، يسعى لنصرة المظلومين وبسط العدل بين المسلمين، والإسلام هو مصدر التشريع".

 وأصدر (حراس الدين) أوّل بيان له يوم الثلاثاء 11 جمادى الآخرة 1439 الموافق 27 شباط 2018، حمل عنوان: (أنقذوا فسطاط المسلمين)، دعا فيه التنظيم إلى إنقاذ المسلمين في الغوطة الشرقية، ومما جاء في البيان: "يا أمّة الإسلام، أنقذوا أهلكم وإخوانكم في فسطاط المسلمين (الغوطة الشرقية) واعلموا يا قومنا إن انتهى النظام من الغوطة فمصيركم مصيرهم إن لم تنصروهم من الآن، وجّهوا حمم بنادقكم وأسلحتكم نحو عدوكم...".

كما وجّه البيانُ كلمةً للفصائل بقوله: "نطالب الفصائل المتقاتلة في الشام بوقف الاقتتال فيما بينها حتى نتفرّغ لهذا الواجب العظيم، فالوقت يدركنا والواجب كبير، والأمانة عظيمة".

*********************************************

وعلى الرغم من أنّ المطالب التي ذكرها التنظيم الوليد في بيانه مطالب مشروعة، وهي أولى أولويات ساحة الجهاد في سورية الآن، إلا أنّ صدورها من أحد تنظيمات الغلو لا يبشّر بخير!

فهذا التنظيم يضمّ في تشكيلته وجوهًا بارزة من الغلاة الذين كانوا منضوين تحت راية القاعدة، والتي كانت (هيئة تحرير الشام) قد اعتقلت عددّا منهم بتهمة تقويض بُنيان (الهيئة) وزعزعته، ثم أطلقت سراحهم بعد الهجوم الذي شنّه (أيمن الظواهري) عليها من خلال تسجيل صوتي نشرته مؤسسة السحاب في 28 تشرين الثاني من العام الماضي.

ومن أبرز هذه القيادات: (أبو خديجة الأردني) المسؤول الشرعي في (أنصار الفرقان)، و(أبو جليبيب طوباس)، و(سامي العريدي)، و(أبو عبد الرحمن المكّي).

ولا يخفى على أحد ما عانته -وما زالت تعانيه- ساحة الجهاد في سورية من وجود الغلاة بتشكيلاتهم المتعددة على أرضها، فقد أفسدوا على أهل الشام ثورتهم، وشوّهوا جهادهم ومشروعهم، وتسبّبوا في تفريق صفوفهم وتسلّط الأعداء عليهم، ولن يضيف أي فصيل ينتمي إلى هذا الفكر الغالي إلا مزيدًا من التجارب الفاشلة، التي لا تجلب إلا التشتّت والدمار، واستجلاب الأعداء وإعطائهم مبررًا لحرق المدن المحررة أو المحاصرة بكاملها وتهجير أهلها منها.

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد