الخميس 26 ديسمبر 2024 الموافق 24 جمادي الثاني 1446 هـ

(القاعدة) التنظيم المخترق، ضابط في المخابرات السورية ينضم للتنظيم ويكشف الأوراق

06 جمادي الثاني 39 هـ


عدد الزيارات : 4044
رابط الفيديو: 

 

 

تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مصورًا لـ (صطوف حسين الأحمد) أحد المنشقين عن تنظيم القاعدة في سورية، يتحدث فيه عن حجم الاختراق الذي تتعرض له القاعدة، وحجم التعاون بينها وبين النظام السوري، وعن عدد من القيادات داخل التنظيم تتبع للنظام وتتلقى الأوامر منه.

(صطوف حسين الأحمد (، كما يعرّف بنفسه، من مدينة (محردة) التابعة لمحافظة (حماة)، ضابط برتبة نقيب، كان يتبع الجهاز الأمني الاستخباراتي في النظام، بالإضافة إلى أنه خريج الأمن القومي والمخابرات العامة، تم تكليفه من قبل المخابرات السورية بالتوجه إلى الشمال السوري بصفة ضابط منشق، للانخراط في صفوف (تنظيم القاعدة) والعمل داخله.

 

 • المهمات السابقة:

كانت مهمات (الأحمد) السابقة في لبنان والأردن، وآخرها عام 2010م، إذ دخل إلى الأردن للقيام بمهمة طلب اللجوء إلى إحدى المفوضيات الخارجية للسفر خارج الأردن، وقام بها ودامت قرابة 9 أشهر.

وبعد اندلاع الثورة استدعته المخابرات السورية إلى أحد الاجتماعات داخل سورية، وطُلب منه مراقبة أحد الأشخاص المقيمين في الأردن، وهو من عائلة (قنطار)، وتابع للإخوان المسلمين، ومعتقل سابق لدى النظام، فاستمرت عملية المراقبة قرابة الشهرين، ثم طُلِبَ منه القيام بعمليات اغتيال، لكنه رفضها بطريقة غير مباشرة من خلال التباطؤ في تنفيذ المهمة.

وبعد انكشاف أمر عدم تنفيذ مهام الاغتيالات نُقل إلى المخابرات الجوية بحيث لا يعود إلى الأردن، وكانت الاستخبارات الأردنية قد ألقت القبض عليه على الحدود، وقامت بالتحقيق معه واستعلمت عنه لدى الشرطة الدولية (الإنتربول)، ثم أطلق سراحه لعدم وجود أي تهمة ضده.

استمر عمله في المخابرات الجوية في معبر (نصيب) بدرعا لمدة ثلاثة أشهر، خلال فترة عمل العقيد (لؤي السالم)، ثم أُرسِلَ معه بمهمة إلى حماة في الشهر التاسع من السنة الأولى للثورة، في وقت بداية دخول الجيش السوري إليها، واستمرت مهمته قرابة 3 أشهر.

عرض عليه اللواء (جميل حسن) خلال اجتماع في المخابرات الجوية بـ (المزة) مهمة الدخول إلى سجن (عدرا)، لمتابعة عدد من المعتقلين منهم (مازن درويش) و (حسين غرير) ومعرفة مدى استطاعتهم إدخال السلاح إلى دمشق كنوع من جسّ النبض، وقبل هذه المهمة تم تجهيزه لتظهر عليه هيئة السجين فتسهل عملية خداع المعتقلين. وقد دامت هذه المهمة قرابة 7 أشهر ثم أُعِيدَ إلى حماة.

 

 • الدخول إلى المناطق المحررة:

وبعد عودته من مهمته في سجن (عدرا) بشهرين تقريبًا طُلِبَ منه مهمة الدخول إلى المناطق المحررة عن طريق تمثيلية الانشقاقات، فانتقل إلى المناطق المحررة بعد التنسيق لانشقاقه مع جماعة (عمر الفارس) التابع لفصيل (أحفاد الرسول) وبقي عندهم قرابة 3 أشهر دون أي عمل عسكري، ثم انتقل إلى (منبج)، واستمر قرابة الشهرين دون أي عمل عسكري، ثم انضم إلى فصيل (صقور الشام)، وعمل معهم ما يقارب السنة متنقلًا بين عدّة مناطق أخرى منها (ريف حمص - ريف عقيربات)، ليقوم بعمليات عسكرية ضد النظام خلال 2013م، وكل هذه الفترة لا أحد يعلم بأنه مُرسل من قبل النظام السوري بمهمة من المخابرات الجوية، وأنّ الهدف المحدد من مهمته هو الانضمام إلى (تنظيم القاعدة).

 

 • بداية عمله ضمن تنظيم القاعدة وحقيقة التزكيات الواهية:

اقتحم (الأحمد) عدة مقرات لـ (تنظيم داعش) ضمن مناطق عدة منها (شاعر - جزل - توينان – كديم) قبل الخلافات بين التنظيم وفصائل الجيش الحر. وفي بداية المشاكل بين الفصائل  و(تنظيم داعش) في إدلب أصبح (الأحمد) هدفًا رئيسًا لـ (داعش)، فانتقل إلى القسم الثاني من إدلب الواقع تحت سيطرة الثوار عام 2015م، وأقام بينهم قرابة 9 شهور حتى بداية عام 2016م، حينها انضم إلى تنظيم القاعدة عن طريق (أبو محمد وأبو القعقاع) من منطقة (حلفايا) المقربَيْن من (محمد قرمز أبو يوسف) بعد عمليات التزكية المتعارف عليها عند التنظيموهنا تظهر حقيقة هذه التزكيات الواهية، فكيف زُكِّيَ هذا الرجل من قبل أشخاص في النصرة، وقد كان يعمل في الأمن؟  ومن هنا نتبين هشاشة مصطلح (رجل مُزكّى) عند هؤلاء، فهو لا يعني أكثر من مجاهيل تزكّي مجاهيل!.

بدأ (الأحمد) عمله ضمن (تنظيم القاعدة) بعد فرزه إلى (قاطع البادية) فوجد أنّ أكثرية العاملين فيه من محافظة (دير الزور)، وأنّهم جماعات منقسمة.

استمر (الأحمد) العمل قرابة 4 أشهر ضمن (قاطع البادية) الذي يتسلمه (أبو هاجر الأردني)، وهو من مدينة الزرقاء الأردنية، ثم أحيل إلى الأعمال الأمنية ضمن المنطقة، وفي تلك الفترة كان التنظيم يحاصر مطار (أبو الظهور)، وكانت له جبهات في أثريا وخناصر، ويضيف (الأحمد): بأن الضباط المنشقين يمنعون من الذهاب إلى تلك المناطق.

 

 • حجم الاختراق في تنظيم القاعدة:

يكشف (الأحمد) في تسجيله بأنّ قيادات كبرى في (تنظيم القاعدة) مرتبطة بعلاقات قوية بالنظام، ففي فترة وجوده بحماة كانت لديه مهمة (حاجز المجدل) التابع للمخابرات الجوية الواقع بين حماة و(محردة)، وفي أحد الأيام تمّ توقيف شخصين من (حلفايا)، يقودان سيارة محملة بالسلاح والذخيرة، أحدهما يدعى (محمد قرمز)، فتم اعتقالهما وبقيا في التحقيق قرابة 40 يومًا، وخلال فترة الاعتقال والتحقيق لم يعترفا بشيء، ثم جاءت توصية بهما، وبعد تحضيرهما لتحويلهما إلى فرع دمشق، جاء أمر من قيادة الأمن القومي ورئاسة الجمهورية بإخلاء سبيلهما، وتولى تنفيذ أمر إخلاء السبيل العقيد (سهيل الحسن) بعد مصادرة السيارة والسلاح .
ثم يلتقي (الأحمد) بعد 4 شهور بالشيخ (أبو يوسف) أمير قاطع حماة، وهو من أبناء بلدة (حلفايا)، ليكتشف أنه هو (محمد قرمز)، الذي تم إطلاق سراحه بقرار من قيادة الأمن القومي ورئاسة الجمهورية، على حد إفادته.

كما تفاجأ (الأحمد) باللقاء بأحد أمراء القاعدة يدعى (أبو عبيدة)، وهو تابع للمهمات السرية لصالح النظام السوري، واسمه (الملازم باسل) من جبلة.

ويشهد (الأحمد) بأنّ المدعو (أبو يوسف) الذي يعمل في تنظيم القاعدة، ويتبع في الوقت نفسه للنظام السوري، كان لا يحضر اجتماعات أمراء (تنظيم القاعدة) التي كانت تقصف من قِبل طيران النظام السوري .

ويضيف بأنّ رجلًا من النظام أخبره من خلال مكالمة أجراها معه بأنّ أغلب عناصر سجن (العقاب) تابعون للنظام، ومن الجوية.

 

 • عمالة أمراء في النصرة:

من الأمراء الذين كانوا تابعين للنظام السوري (أبو يوسف حماة) الأمني العام لـ (تنظيم القاعدة)، وهو (محمد قرمز) الذي اعتقل من حاجز المجدل في حماة ثم أُخلي سبيله كما تقدّم، ثم لما شكّ فيه (الأحمد) أراد التأكد من أنّه ما زال عميلًا، فقام بالتخطيط لعملية خطف ضابطين سريين يعملان في التفاوض بين أهالي المعتقلين والنظام على طريق (حماة - معرة النعمان)، وبعد اعتقالهما تم تحويلهما إلى (سجن العقاب)، وأُخبر (أبو يوسف حماة) بأمرهما، وبعد 13 يومًا يأتي أمرٌ بإخراجهما، ليصبحوا بعد ذلك عند النظام داخل مدينة حماة .

كما تحدث (الأحمد) عن أمراء وعناصر من التنظيم كانوا يدخلون منطقة (أبو دالي) ومناطق النظام ويخرجون منها بسهولة.

 

 • بث الفتنة بين الفصائل وإفساد الساحة:

صرّح (الأحمد) بأنّه اجتمع مع (محمد قرمز) في منطقة (سجنة) داخل إحدى المغارات التي تعدّ أحد أماكن الاجتماعات لرؤوس تنظيم (القاعدة)، وكان محور الاجتماع حول وضع (تنظيم القاعدة)، وخلافاتهم مع (حركة أحرار الشام) وأهدافهم منها، وخلق الفتنة بين (الأحرار) والفصائل الأخرى.

 

 • اتباع الخطف وقطع الطريق للتمويل:

كانت إحدى أعمال الأمنيين خطف المدنيين ومساومة أهاليهم والتفاوض عليهم مقابل مبالغ مادية كبيرة، مستخدمين قطّاع الطرق الذين هم تحت حمايتهم، ومن هؤلاء:

  • ) عزو الراكان)، شبيح من قرية (البريصة) التابعة لمنطقة (التمانعة)، يعمل أحد أعمامه أمنيًا في (فرع العقاب)، يفاوض على المختطفين ويأخذ 20 % من المبلغ المطلوب.

  • (خالد) من (فروان) يعمل في المنطقة الشرقية وله شخص معتمد من التنظيم للمفاوضات على المختطفين.

  •  شخص من تنظيم القاعدة يتعامل مع (أحمد الدرويش) النائب في مجلس الشعب، في منطقة (أبو دالي).

  • ومثلهم في معرة النعمان: (أكرم الترك)، وهو أمني جبهة النصرة في المعرة، وأبوه تاجر المخدرات الذي قتله اثنان من المعرة بسبب المخدرات، فاتهمت النصرة به الفرقة 13، فاجتاح (أكرم الترك) المعرّة في رمضان قبل المغرب بدقائق، وقتلوا العقيد (تيسير سماحي).

 

ومن المختطفين الذين ذكرهم (الأحمد) تاجر السيارات (محمود درفيل)، اشترك في خطفه أمنيو النصرة وأشخاص يتبعون لحركة أحرار الشام، بتهمة عمالته للنظام وتجنيد الشبيحة، وكانت فديته مليون ونصف دولار، يتم التفاوض عليه عن طريق (أحمد الدرويش)، ويؤكّد (الأحمد) أنّ (درفيل) كانت لديه خلية مجنّدة مكونة من (45) شخصًا مهمتهم نقل إحداثيات مقرات الجيش الحر ومواقعه وتصويرها للنظام السوري. ويضيف أنّ ثلاثة أشخاص منهم كانوا مرافقين لـ (أبو فراس السوري)، وتابعين للمخابرات الجويةأفادنا الدكتور أيمن هاروش في اتصال له مع الموقع أنّ كلام (الأحمد) في هذا الجزء غير دقيق، حيث قال: "(محمود الدرفيل) خطفته جماعة أتحفظ على ذكر اسمها، وتبنّت الأحرار خطفه، ثم بناء على معلومات استخلصوها منه داهمت الأحرار أقربائه وسجنتهم. والنصرة طالبت به، بل وخطفت أحد أمنيي الاحرار؛ ليجبروهم على تسليمه، وزعم (أبو يوسف حماه) أمامي أنّه يعلم بعمالة (محمود الدرفيل) ولكنّه كان يستخدمه ويستفيد منه لصالح الثورة. و(الدرفيل) خرج من سجون الأحرار بعد اقتتال النصرة معها وهو الآن في صفوف النصرة، ولم يُدفع مالٌ لإخراجه". انتهى.

 

 • التعامل مع النائب في مجلس الشعب (أحمد الدرويش):

كان تنظيم القاعدة يتعامل مع (أحمد الدرويش) لفك المخطوفين وتقاضي مبالغ مالية كبيرة كما تقدّم، كما تعاون معه في بيع الدخان الذي كان يصادره التنظيم، وكان (الدرويش) يأخذ مبلغًا من هذه العملية.

وهنا يشار إلى أنّ معركة النصرة في (أبو دالي) كانت بسبب خلاف النصرة مع (الدرويش) على مليوني دولار أكلها (الدرويش) عليهم، فحاربوه وقالوا هي حرب على المفسدين والشبيحة، مما جعل (أحمد الدرويش) يعود بمعونة الروس لاستعادة (أبو دالي) وقرى الموالي، ويدمّر قرى ريف إدلب انتقامًا مما فعله به (الجولاني).

 

 • الانسحاب من نقاط التحرير وعدم التقدم في المعارك:

أشار (الأحمد) إلى الانسحابات المتكررة التي أفشلت العمل في حماة، ففي تمثيلية حماة كانت المهمة هي إيصال المعركة إلى منطقة (تيزين أو المحطة) الواقعة أول المدينة، والتوقف عندها بأمر من (جبهة النصرة - وجهات أخرى) وهنا غنمت القاعدة أسلحة من (محردة) ومستودعات ضخمة في منطقة (خطاب)، وأثناء الانسحاب قام النظام باعتقالات في (الشيحة) بعد محاصرتها. فكان الهدف توريط الشباب في المعركة، ومستودع أسلحة (محردة) ومستودع (خطاب) الضخم، ومن لم ينسحب اعتقله النظامهذا كما فعلت النصرة في إحدى معاركها حيث انسحبت وتسببت باحتلال (حلفايا) وما حولها، وكما قامت بالقضاء على أكبر وأهم فصيل كان يقاتل على جبهة حماة وهو (جبهة حق المقاتلة). وهنا نذكر أن (هيئة تحرير الشام) شنت بتاريخ 19 أيلول 2017 عملًا عسكريًا ضد قوات النظام في ريف حماة الشمالي، وسيطرت على قرى (الشعثة والطليسية والزغبة وقصر المخرم وتلة السودة)، ولكن المفاجأة هي انسحابها بعد أيام قليلة على انطلاق المعركة، وهو نفس الأمر الذي حصل في معركة (وقل اعملوا) في شهر آذار من العام الماضي، حيث سيطرت على قرى وبلدات أبرزها (صوران ومعردس) وصولاً إلى (قمحانة ومعان) حتى أطراف (محردة)، ولكن سرعان ما انسحبت منها، ولكي تعطي مبررًا منطقيًّا لعناصرها نشر إعلامها بأنها انسحبت من تلك القرى لتصد أرتال الجيش التركي (العلماني) الذي يتجهز لاحتلال إدلب انظر: معارك النصرة في حماة.. هل كان هدفها نظام الأسد؟ موقع نور سورية  . http://syrianoor.net/article/17893

 

 • التستر على العملاء:

ذكر (الأحمد) قصة (الدرفيل)، وهو رجل عميل كان يجلس عند (أحمد الدرويش) ويأتي إلى قريته (تلمنس)، فوصل لمجموعة خبره، فراقبته وقامت بمداهمته بمؤازرة الأحرار والفيلقوهم المتكلم فقال والنصرة، والحقيقة النصرة لم تشارك في الدورية.، وبعد اعتقاله تم التوصل من خلال التحقيق معه إلى وجود عناصر مخترقة للتنظيمات، منهم مرافقه (أبو فراس السوري) وبعض القادة في (النصرة)، وكانت هناك قرائن على (أبو يوسف حماة)، وقد طالبت (النصرة) به كثيرًا بقوة، واختطفت أقاربَ له من (الأحرار)، ولكنّ (الأحرار) تشبثوا به، فهدد (أبو يوسف حماة) بقتال (الأحرار) من أجله، وكذلك فعل (أبو مارية القحطاني) الذي أهدر دم أشخاص وهدّد بقتلهم من أجل (الدرفيل)، وعندما هاجمت (النصرة) (الأحرار) مؤخّرًا أخذوا كلّ معتقليهم، ومنهم (الدرفيل)، وهو الآن في بيته، ويعمل أمنيًّا في الهيئة.

 

 • السجون والتعذيب:

كان (الأحمد) طيلة وجوده في صفوف (تنظيم القاعدة) يطالب بالإفراج عن عدد من المعتقلين، ومنهم: (عبد الله قنطار - أحمد الخولي الملقب أبو عبد الله الحمصي - د. الشيشاني)، وقد عُرِف عنهم بأنّهم أشخاص ثوريون، ولكنّ هذا الأمر أثار غضب (محمد قرمز أبو يوسف) لمطالبته بهم، فأتى أمر باعتقال (الأحمد) أثناء ذهابه إلى مغارات منطقة (التمانعة)، من قبل (أبو اسحق)؛ تلبية لطلب (محمد قرمز أبو يوسف) ثم سيق إلى (فرع العقاب).

دامت فترة اعتقال (الأحمد) 5 شهور، وفي بداية الاعتقال استقبله الشرعي (أبو عبد الله طعوم)، وهو شرعي أمنيي قاطع حماة، سائلًا إياه عن سبب طلبه للمعتقلين (عبد الله قنطار -أحمد الخولي الملقب أبو عبد الله الحمصي - الدكتور الشيشاني).

ويتناول (الأحمد) في حديثه طبيعة معتقلات (القاعدة) وطرق التعذيب المستخدمة فيها، ومنها: التابوت، وهو عبارة عن صاج ملفوف يتم ضغط جسم المعتقل بعد وضعه في داخله .والحرمان من ماء الشرب والوضوء لمدة خمسة أيام. إضافة إلى طرق التعذيب المتعارف عليها في السجون .

ويتحدث (الأحمد) عن درجات سجون (القاعدة)، حيث يأتي سجن (عابدين) في رأس القائمة، ويقع في منطقة (سجنة) بريف إدلب الجنوبي، ومن يدخله لا يخرج منه، حيث يتم تصفيته في أحراش (عابدين) .

ثم يأتي سجن العقاب في الدرجة الثانية، وله ثلاثة أفرع هي: (العقاب المعروف بفرع الجوية – القيادة - جوبر)

وهناك أيضا سجن (أبو ظهور) وسجن (معرة مصرين) الذي تتم التصفية فيه عن طريق رمي المعتقل من سفح الجبل، وسجن (حارم) المعروف بفرع فلسطين.

ويشير (الأحمد) إلى سجون أخرى في (سراقب) و(سنجار)، كما يتحدث عن منفردات سجن (العقاب) البالغ عددها 18 منفردة، مؤكدًا بأنّ بعض المعتقلين، ومنهم (عبد الله قنطار) و(أبو عبد الله الحمصي) قضوا في المنفردات أكثر من سنة وعشرة أشهر دون أن يروا الضوء، وما زالوا فيها.

 

 • عملية الهروب من سجن العقاب :

بحث (الأحمد) مع 17 شخصًا معتقلًا عن طريق للهروب من السجن، وذلك أثناء خروجهم من المهاجع إلى ساحة التنفس الواقعة خلف مهاجع المعتقلين، ووجدوا منفذًا ورسموا خطة الهروب عن طريق فكّ نافذة التهوية، ومنها إلى ساحة التنفس، ثم إلى خارج مغارة العقاب، ونجحت خطة الهروب.

 

 

بعد هذه الشهادة التي قدمها (صطوف حسين الأحمد) الذي عمل في تنظيم القاعدة لصالح النظام السوري، تتضح للجميع حقيقة هذا التنظيم، فهو مخترق ومسيطر عليه من قِبَل الاستخبارات، وكثيرٌ من أمرائه عبارة عن عملاء يلهثون وراء المال، وينفّذون ما رُسم لهم.

كما يتبين أنّ التنظيم يعمل على بث الفتنة بين فصائل الجيش الحر للوقيعة بين المجاهدين، ويعمل على تفكيك الثورة السورية وصبغها بالإرهاب، والقيام بمسرحيات تمثيلية لاستجلاب الشباب وإدخالهم في المحرقة، والسيطرة على الأراضي المحرّرة وتسليمها للنظام.

ويتضح أيضًا تورّط القاعدة في سفك دماء السوريين، والتآمر على ثورتهم، واعتقال أحرارهم وتعذيبهم وقتلهم.

 

 

إضافة تعليق جديد