السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادي اول 1446 هـ

هيئة تحرير الشام تقتحم معرة النعمان وتقتل أحد قادة الجيش الحر وتحلّ الفرقة 13

09 ذو الحجة 1438 هـ


عدد الزيارات : 2673
موقع على بصيرة

 

شهدت مدينة معرة النعمان بريف إدلب خلال اليومين الماضيين اشتباكات عنيفة بين هيئة تحرير الشام من جهة، وفيلق الشام والفرقة 13 -وانضمت حركة أحرار الشام إليهما مؤخّرًا- من جهة أخرى.

الاشتباكات اندلعت بعد هجوم شنّته مجموعات من قطاع البادية التابع لهيئة تحرير الشام مساء يوم الخميس 8 حزيران 2017م على مقرّات فيلق الشام والفرقة 13 التي تتخذ من معرّة النعمان مستقراً لها، بذريعة القبض على "خلايا المفسدين".

واستمرت الاشتباكات من يوم الخميس حتى ساعات الفجر من يوم الجمعة، انتهت بإخراج هيئة تحرير الشام من حي المدينة الغربي، كما أسفرت عن سقوط 3 ضحايا مدنيين، ومقتل 5 عناصر من الفرقة 13، وعنصر من أحرار الشام، و3 عناصر من هيئة تحرير الشام.

وكانت أحرار الشام استقدمت تعزيزات إلى المدينة بعد قيام هيئة تحرير الشام بالهجوم على مقرات الفرقة 13، أسفرت عن السيطرة على غالبيتها ومقتل القيادي البارز بالفرقة العقيد تيسير السماحي.

وعلى الرغم من إعلان وكالة إباء التابعة للهيئة عن انتهاء الحملة على من أسمتهم "خلايا المفسدين" المنتسبين للفرقة، وتأكيدها أن سبب الحملة هو القبض على من قتلوا والد أحد القياديين في صفوفها "أكرم الترك"؛ إلا أنّ الكثيرين أكّدوا أنّ السبب الحقيقي لهذه الحملة هو المظاهرات المناهضة لـ "جبهة النصرة أو فتح الشام" سابقًا، أو هيئة تحرير الشام حاليًّا، من قِبَل أهالي المعرّة، والتي لم تتوقف منذ سنة تقريبًا، وكانت تنادي بنزول قيادة "جبهة النصرة" لمحكمة شرعية، وإعادة السلاح المنهوب، وإطلاق سراح المعتقلين.

هذا الهجوم لاقى استنكارًا واسعًا، وردود فعل غاضبة من الأهالي؛ فخرجوا في مظاهرات عارمة في أكثر من منطقة، مرددين شعار "المعرة حرّة حرّة .. النصرة تطلع بره".

وقد ذكر ناشطون أنّ جنود هيئة تحرير الشام احتجزوا المصلين في مسجد السروجي تحت تهديد السلاح بمدينة معرّة النعمان لمنعهم من الالتقاء مع المظاهرات التي كانت بالخارج.

كما لاقى هذا البغي هجومًا عنيفًا من قِبَل دعاة ونشطاء سوريين، حيث اتهموا الهيئة بالإجرام، وحمّلوا من انضم لها من الشرعيين المسؤولية الكاملة عما يجري من ظلم وقتل وإجرام بحق الفصائل.

الدكتور أيمن هاروش كتب على حسابه في "تويتر": "وأقول لمن زعموا أنّهم انضموا للهيئة لتخفيف البغي: لقد فقدتم مصداقيتكم وصرتم جزءًا من جيش البغي، وتتحمّلون أوزار المظالم كلّها، لو أردنا أن نعذركم لكان حقًّا علينا أن نعذر وزراء وعلماء السلاطين؛ فهم أصعب منكم حالًا وأحوج سبيلًا"

وكتب الهاروش في تغريدة أخرى: "‏إلى أبي ماريا والمحيسني: جنودكم أفطرت على دماء أهلنا في المعرّة، وتصدّقت بإرهابهم، لا سامحكم الله أنتما قبل غيركما".

كما انتقد الهاروش قادة الفصائل الذين صمتوا عن هذا البغي المتكرر، قائلًا:

"‏ما كان الجولاني ليتفرعن لولا سكوت قادة الفصائل على بغيه، وفتوى المشايخ له، واختراع فكرة "هيئة تحرير الشام" لتغطية إجرامه، وكلّ من فيها شريكه في الظلم".

الشيخ علي شحّود اعتبر أنّ ما يجري أمر طبيعي ومتوقع؛ لأنّ الغدر هو سمة ثابتة للغلاة، فكتب: "‏إنّ بغي هيئة فتح الشام على الفصائل المخالفة لها وابتلاعها أمر طبيعي جدًّا؛ لأنّ مِنْ طبيعتها الغدر والبغي والقتل والنهب والسلب، والفتاوى جاهزةٌ".

وتابع: "‏هجوم هيئة فتح الشام على المعرّة قبيل إفطار الصائم أمر طبيعي، فلا فرق بينهم وبين أعداء الإسلام الصرحاء الذين لا يراعون دينًا ولا دنيا".

وحذّر قادة الفصائل، قائلًا: "إنّ سكوت الفصائل الشامية على بغي هيئة الجولاني لهي خيانة عظمى للدين وللثورة، وسوف يبتلعهم الجولاني عمّا قريب؛ ليقيم إمارته من جماجم أهل السنّة".

وانتقد صالح الحموي "أسّ الصراع في الشام" بغي الهيئة الأخير قائلًا: "‏بغي الهيئة على فيلق الشام أتوقّع أنه سيكون المسمار الأخير في نعشها، فتشققات بيتها الداخلي كثرت، واحتقان الشعب ضدّها وصل ذروته".

ثم كتب الحموي: "‏إجرام هيئة تحرير الشام والدخول على البيوت وقت الإفطار وانتهاك حرماتها وتصفية الرجال أمام زوجاتهم؛ هذه أفعال بشار الأسد، وقد سبقتوه بها".

الباحث السوري أحمد أبا زيد هاجم من يسمّون أنفسهم بالمصلحين في هيئة تحرير الشام، فكتب: "‏المحيسني والقحطاني هم أدوات لاختراق الفصائل لصالح مشروع الجولاني، عبر تصنّع الخطاب الناعم، ولم يبق بين الثوار والفصائل من ينخدع بهذا الدور".

فيما غرّد الباحث عباس شريفة على حسابه في "تويتر"، معتبرًا أنّ ما جرى هو خسّة وغدر، فقال: "أيّ خسّة ونذالة تنطوي عليها نفوس القوم؟ يرسلون شرعيهم ليحلفوا للناس أنْ لا نيّة للهيئة بالبغي على أحد، ثم يجعلون من وقت الإفطار ساعة الصفر لبغيهم".

وقد ذكرت مصادر إعلامية أن الاقتتال توقف بعد توصّل هيئة تحرير الشام وجيش إدلب الحر الذي تنتمي إليه الفرقة 13 إلى اتفاق ينص على عدة بنود أهمها:

  • تشكيل لجنة قضائية يرتضيها الطرفان للنظر في الأحداث التي جرت مؤخّرًا، وما نتج عنها من قتلى وإصابات.
  • يتكفل جيش إدلب الحر بتسليم كافة المطلوبين من الفرقة 13 للّجنة القضائية الآنف ذكرها.
  • حلّ الفرقة 13 بشكل كامل ونهائي.
  • يتم تسليم كافة مقرّات الفرقة 13 إلى جيش إدلب الحر. 
  • إزالة المظاهر المسلحة من المدينة.

ويذكر أن هذا الهجوم ليس هو الأول لمكونات هيئة فتح الشام على الفرقة 13، بل سبق هذا الهجوم هجومًا في مطلع 2016، عندما كانت الهيئة تسمى بـ "جبهة النصرة"، حيث هاجمت الهيئة مقرات للفرقة 13 واستولت على أسلحتها، واعتقلت منها بعض أفرداها.

 

إضافة تعليق جديد