الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادي اول 1446 هـ

"تنظيم الدولة" يعزف على الوتر العشائري .. ويجعل قتل "أسراه" كمكافأة للآباء

06 ربيع اول 1438 هـ


عدد الزيارات : 3691
موقع على بصيرة

بث المكتب الإعلامي التابع  لتنظيم الدولة محافظة دير الزور والتي يطلق عليها التنظيم اسم "ولاية الخير" اليوم الأحد 4/12/2016م إصداراً مرئياً بعنوان "أولئك أبائي".

افتتح التنظيم إصداراه بالحديث عن "أولئك الأباء الذي ربوا أبناءهم من أجل الدنيا فقط"،وعن الذين شجعوا "أبناءهم على الهجرة إلى بلاد الكفر للسعي وراء ملذاتهم، فخسروا الدنيا والأخرة" بحسب ما يراه التنظيم، وعن الذين سمحوا لأبناءهم بالانضمام إلى "جيوش الكفر والردة"، وفي الوقت ذاته حبسوهم ومنعوهم من الانضمام لصفوف "المجاهدين".

ثم ظهر أحد الشباب يدعى "يوسف حسن جار الله"، وهو أحد عناصر قوات النظام الذين انشقوا عنه وتابوا كما قال التنظيم، متحدثا عن تربية والده السيئة له كما يقول، والتي كانت عبارة عن تعليمه لمصلحة بيع اللحوم "القصابة" و صيد السمك ! وأن سؤال والده واهتمامه لم يكون إلا بحجم الأموال التي يجنيها من عمله، ولم يكن له أي اهتمام بصلاة ولده أو قراءته للقرآن.

وتابع الشاب كلامه متحدثاً أن والده كان موظفاً في شركة "الكهرباء" التابعة للنظام النصيري، لذلك من الطبيعي أن يكون مثلهم. 

ومن ثم أظهر الفيديو شهادات أربعة رجال محليين، كان أبناؤهم في صفوف التنظيم، و شاركوا في تنفيذ عمليات ضد قوات النظام و وحدات حماية الشعب خلال المعارك الجارية في محافظتي دير الزور والحسكة.

وقد كان كلام هؤلاء الرجال يدور حول تشجيعهم لأولادهم على الانخراط في صفوف تنظيم الدولة ، وتفجير أنفسهم، وقال أحد الآباء أنه فرح جداً عند سماع نبأ "استشهاد" ابنه وأن والدته «سجدت لله» فور سماعها للخبر.

ثم دعى التنظيم أباء الشباب للاقتداء بهؤلاء الأباء الذين ظهروا في الإصدار، وعلى حض أولادهم على الالتحاق بصفوف  "دولة الخلافة"، لكي يضمنوا لهم موتتاً توصلهم إلى الجنة.

واختتم التنظيم الفيديو ببشرى أحد شرعييه، وهو يزفها لهؤلاء الأباء، وهي أن "ولاة الأمر" قد قدموا لكل واحد منهم "كافراً" ليقتلهُ، ويتقرب فيه إلى الله!! كمكافأة لأنهم تميزا عن باقي الأباء، مؤكداً لهم أنه بمجرد قيامهم  بإعدام هؤلاء "المرتدون" سوف يكون كفيلاً بأن الله «لن يجمعهم معهم في نار جهنم».

فظهر في النهاية كل واحد من الأباء وهو يقوم بقتل شاب من دير الزور، وصفه التنظيم بأنه "عميل للتحالف الصليبي"، وقد تم الإعدام ببندقية "برنو" عبر إطلاق النار على أفواههم.

والشباب الأربعة الذين ظهروا في الفيديو، و تم إعدامهم، هم:

1- أيمن علي العبد الله
2- حمود عبد القادر الفياض
3- منذر سليمان الإبراهيم
4- سليمان أحمد الصالح.

وجميعهم من أبناء دير الزور، وتم إعتقالهم قبل أشهر من قبل التنظيم بتهمة التعامل مع التحالف.

وقد استنكر كثير من أبناء دير الزور و ناشطوها هذا الفعل الذي يعتبر الأول من نوعه، حيث أنه لم يسبق للتنظيم السماح لأناس مدنيين بتنفيذ عمليات الإعدام، وقد كانت هذه العمليات تتم على أيدي ملثمين.

وقد تواصل موقع "على بصيرة" ببعض أبناء محافظة دير الزور للسؤال عن الأسباب التي لربما دفعت للتنظيم للقيام بمثل هذا الفعل، فقال "أبو الحارث الشامي" عضو الهيئة الشرعية السابق في مدينة دير الزور: 
" غاية التنظيم من هذا الفعل هو إثارة الكراهيه والحقد بين أبناء عشائر المنطقة الشرقية، وجرها إلى صراعات داخليه، لتسهيل مهمته في استمرار السيطرة عليها بشكل كامل، وضمان عدم تشكيل أحزاب وجماعات تدعوا لقتاله فيما بعد، حيث أن هذه المنطقة تُعرف بتكوينها العشائري "

وتابع "الشامي" قائلاً: "إن أي أفعال من هذا النوع لن تُنسى، وسوف يسعى أهالي الضحايا إلى الانتقام من قاتليهم فيما بعد حتى ولو طالت المدة، أو عند رحيل التنظيم، مما قد ينذر بحرب عشائرية لا تنتهي".

وفيما قال ناشطون أخرون بأن التنظيم يُجبر كثير من الأباء أو المدنيين على الظهور في مثل هذه الإصدارات،  ويجبرهم على قول كلام معين يتم إعداده مسبقاً، في محاولة منه لتشجيع بعض الأباء لأولادهم على الانخراط في صفوفه، بعد أن قلة شعبية التنظيم وحاضنته في هذه المناطق بسبب سواء أفعاله، مما دعى لكثير من الأهالي إلى السعي إلى تهريب أبناءهم إلى خارج مناطق سيطرة التنظيم خوفاً عليهم جرهم للقتال معه، ولا سيما بعد الخسائر البشرية الكبيرة التي مُني بها التنظيم خلال السنة الماضية، مما دفعه إلى محاولة تجنيد الشباب في صفوفه، مستخدماً كافة الوسائل لإغرائهم.

إضافة تعليق جديد