إيران والتنظيمات المتطرفة … علاقات وتوافقات في مناطق الصراع
يبحث هذا الإصدار في العلاقة المعقَّدة لأدوات إيران في المنطقة مع تلك الجماعات من العراق إلى سوريا ولبنان.
وعلى نحو ما تم شرحه في الإصدار الأول(1) فيما يتعلّق بابتداء العلاقة المحرَّمة لإيران مع الغُلاة المتطرفين، فقد وسّعنا هنا دائرة النظر في الخريطة الجغرافية لفهم أبعاد العلاقة الاستثمارية بينهم، فكما أنّ للقاعدة "أخوات" ذاقت الثورة السورية الويلات على أيدي عناصرها، فإنّ لإيران "أدوات" في المنطقة تضرب بها؛ لذا نظرنا في الدراسة إلى الطرفَين نظرة شاملة موحدة، مع شرح أدلّة الاستثمار المتبادل الذي لا تخرج عنه أدوات إيران ولا أخوات القاعدة في العراق وسورية ولبنان وغيرها.
ولأنّه لا يمكن للتنظيمات المتطرّفة تنفيذ عملياتها الإرهابية بسهولة، ويلزمها تمويلٌ عالٍ يفوق ما قد يُجمع لها من المتعاطفين معها؛ فقد بحثْنَا في الأسباب التي أوصلت "داعش" لتكون "أغنى منظمة إرهابية في التاريخ"، والتي كان لإيران وأدواتها صلةً بذلك التمويل المشبوه. ثم بحثنا في طرق تنظيمات الغلو والتطرّف في استثمار تلك الأموال وتحصيل موارد جديدة؛ فكشفْنَا اضطلاع إيران وأدواتها في تمويل تلك التنظيمات وتحسين مواردها.
ولم تقف العلاقة بين إيران والتنظيمات المتطرّفة على الساحة السورية والساحة العراقية المجاورة؛ بل امتدت لتشمل بمشاريع استثمارية تخريبية بلداناً أخرى، فكشفَ هذا الإصدار من الدراسة عن علاقة إيران بدعم الغلاة المتطرّفين في دول الخليج العربي خاصة، وفي مناطق الغالبية السنّية عامّة.
لتخلص الدراسة إلى بيان اعتماد كلا الطرفَين (إيران وجماعات الغلو والتطرف) براغماتية نفعية عالية جعلوا معها ما يعلنون من شعاراتِ عداوة بعضهم بعضًا وراء ظهورهم في سبيل تحقيق أهدافِهم المتقاطعة.
وتختم الدراسة بجملة توصيات بعد دراسة الاستثمار الإيراني في جماعات الغلو والتطرف؛ لأنّ علاقة إيران مستمرة مع تلك التنظيمات، فيلزم الاستفادة مما كُشف عنها توفيرًا لدماء وجهود جديدة.
(1) استثمار إيران في جماعات الغلوّ والتطرّف http://alabasirah.com/node/1247
إضافة تعليق جديد