كلمة صوتية لزعيم تنظيم داعش بعنوان "وقل اعملوا"
نشرت مؤسسة الفرقان التابعة لتنظيم داعش يوم الاثنين 16 أيلول 2019 كلمة صوتية لزعيم التنظيم "البغدادي" بعنوان: (وقل اعملوا)، وجّهها لأتباعه بمناسبة مرور نصف عقد "خمس سنوات" على تأسيس التنظيم، يدعوهم فيها إلى المضي على المنهج والصبر عليه، ويواسيهم بأنّ عليهم أن يبذلوا جهدهم في القيام بالعمل، أمّا النتائج وتحقيق النصر فأمره إلى الله، وأنّ النصر ليس من شروط صحّة العمل!
وإمعانًا في إضلال أتباعه والتعمية عليهم وإغراقهم في بحر الأماني والأحلام؛ زعم "البغدادي":
- أنّ "دولة الخلافة" ما زالت تزاحم الأمم واثقة الخطو صلبة الإرادة، حتى اعترف عدوها ببقائها وحقيقة تمدّدها!
- وأنّ وفود الموحدين" لا زالت تنضمّ إلى "الدولة" مبايعة لأميرها.
- وأن "جند الخلافة" أشعلوا لهيب الجبهات بغزوات موحّدة في عشر دُوَل، بعمليات بلغت المئات بحسب ما وصل إلى إدارة الإحصاء في التنظيم. وأشار إلى أنّ هذه الغزوات الموحّدة هي الأولى من نوعها في تاريخ الجهاد المعاصر!
ثم اعتذر لجنوده بأنّ بيانه يعجز عن وصف ما قاموا به من بذل وتضحيات!
وختم بالدعوة إلى الجدّ في إنقاذ السجناء بكافّة الطرق الممكنة، والترصّد بسجّانيهم، ودعا السجناء إلى الصبر والإكثار من الذكر والاستغفار والصلاة والسلام على رسول الله.
* * * *
وتأتي كلمة "البغدادي" -الذي تفيد بعض الأنباء هروبه إلى دولة أخرى لم تُسمَّ- في سياق المحاولات اليائسة التي تهدف لإبقاء التنظيم وتجنيد المزيد من أنصاره؛ بعد أن انكشف زيغه، وفقد بريقه الخادع، ومُني بهزائم كبيرة.
ولا تفوت المستمع لهذه الكلمة ما تحويه من عبارات الثناء على المنهج الذي يسيرون عليه، والتعظيم لذواتهم ودولتهم كما هو دأب الخوارج في كل زمان:
- فمن ادّعاء التفرّد برفع لواء الملّة، وحمل دعوة التوحيد بالولاء والبراء قولًا وعملًا.
- إلى ادّعاء التفرّد بقيادة دفّة الصراع والنكاية بالعدو.
- إلى وصف أنفسهم بأنّهم (الجماعة)، و(أهل السنّة والنصرة).
- ثم الإشارة إلى أنّهم الطائفة المنصورة، التي لا يضرها من خالفها ولا من خذلها!
- والقطع بأنّهم على طريق الحق الموصل إلى النصر، وأنّ ما هم فيه محضُ فضل من الله وتوفيق وتسديد!! وثمرة من ثمرات دولتهم المزعومة.
- وتسمية عملياتهم الإجرامية التي تتوجه إلى المسلمين قبل غيرهم جهادًا في سبيل الله!
- وانتهاءً بالتلبس بلباس الناصح المُطاع من أتباعه؛ بالاهتمام بدعوة الناس والترفّق بهم، وقبول توبة من تاب قبل القدرة عليه وتعليمه أمور دينه، وتجنّب الظلم والمعاصي والإعجاب بالقوة!.
وهذا كلّه ما هو إلا وسيلة خائبة للتغطية على إجرام التنظيم وما جرّه على الإسلام والمسلمين من بلاء، وتلميع صورته لخداع الشباب للانضمام إليه، وهو أكبر دليل على ما يمر به من ضعف وهزائم.
كما لا تخفى السمات البارزة في خطاب الخوارج من تجويد الكلام، وتكثيره، وتنزيله في غير موضعه، والتغطية على باطله بكثرة الاستشهاد بالآيات والأحاديث وأقوال أئمة أهل السنّة والجماعة؛ حتى ليظن الجاهل أنّهم على الحق! لكنّ المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قد بيّن لنا صفتهم وحذّرنا من الانخداع بهم فقال: (يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ)، (يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ)، و (لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ).
إضافة تعليق جديد