مظاهرات إدلب تطالب برحيل هيئة تحرير الشام، فتردّ بالتكفير والتخوين
لم تتوقف جرائم (هيئة تحرير الشام) وزعيمها (الجولاني) بحقّ سورية وأهلها؛ فبعد توليها زمام الأمور في إدلب وريفها بالقوّة والاعتداء، وتسلّطها على رؤوس العباد من خلال ما يسمّى بـ(حكومة الإنقاذ)، أخذت في توطيد حكمها في المنطقة من خلال الإمعان في التحكّم بالمدنيين وتحويلهم إلى مصدرٍ للتمويل من خلال فرض الضرائب عليهم، دون إعطائهم حقوقهم وعلاج مشكلاتهم، فضلًا عن تقاعسها عن المحافظة على ما تبقّى من المحرر الذي يسرع النظام وروسيا الخطى نحو قضمه والاستيلاء عليه.
فإنجازات (هيئة تحرير الشام) و(حكومة الإنقاذ) التابعة لها في الشمال السوري تتلخّص في الآونة الأخيرة فيما يلي:
- القضاء على فصائل المقاومة وإخراجها من الجبهات مع النظام.
- العمل على تشييد مؤسسات حكمها على حساب خدمة المواطنين والتخفيف من معاناتهم.
- تفكيك البنى التحتية في مناطق سيطرتها ومصادرة الأملاك العامة بحجّة أنّ وجودها يخدم النظام.
- التحكّم بعدد من المعابر واحتكار دخلها دون وصول شيء منها للمواطنين.
- العجز عن توفير الخدمات الرئيسة كالماء والكهرباء، وفرض رسوم كبيرة في مقابل توفير شيء يسير منها.
- العجز عن إيواء المهاجرين القاطنين في حقول الزيتون، ومنع بناء مساكن لإيوائهم بحجّة أنّها ستبنى في الأملاك العامة التابعة لها.
- فرض ضرائب على المواطنين، وإلزامهم بأمور لا تتناسب مع قدرتهم المادية المنخفضة.
- فرض ضرائب على كافّة المحاصيل الزارعية، مع التخلّي عن تقديم العون للمزارعين.
- التقاعس عن المحافظة على الجزء المحرر، وامتناعها عن الدفاع عنه رغم امتلاكها أنواع الأسلحة التي سيطرت عليها من الفصائل؛ الأمر الذي أدّى إلى سقوط عدد من مدن وبلدات في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي بشكل سريع خلال الأشهر القليلة الماضية.
لهذا كلّه: خرج آلاف المتظاهرين في عدد من مدن محافظة إدلب يهتفون بإسقاط النظام، ويدعون (هيئة تحرير الشام) للرحيل، وينادون بإسقاط (الجولاني) لرفضه عودة فصائل الجيش الحرّ من أبناء المنطقة لقتال النظام، رغم هزائمه العسكرية على الجبهات.
وكردّة فعل على هذه المظاهرات: شنّ قادةٌ بارزون في (هيئة تحرير الشام)، وأبواقٌ إعلامية محسوبة عليها هجومًا لاذعًا على المتظاهرين، متهمين إياهم بالردّة والعمالة مع النظام، ومتوعّدين بقتالهم والتصدي لهم.
فقد وصف القيادي البارز وعضو مجلس شورى (تحرير الشام) "أبو ماريا القحطاني" المتظاهرينَ بالمفسدين والمنافقين، كما ألمح إلى ردّتهم عن دين الإسلام متوعّدًا بقتالهم وقتلهم، وأضاف على قناته في تلغرام: "النظام يحرك أذنابه، ولكن بعون الله -تعالى- ليس لهم إلا سيف الصدّيق، ولقد جرب الدواعش قبلهم في إدلب فكان سيف علي -رضي الله عنه- لرقابهم، والحُفَرُ مصيرهم".
من جانبه، اتهم القيادي في (تحرير الشام) "مظهر الويس" المتظاهرين بـ "النفاق"، واعتبر أنّ المظاهرات التي خرجوا بها مؤخّرًا هي خدمة للنظام وهدفها الإشغال عن قتاله، على حد تعبيره.
كما وصف الإعلامي "أحمد موفق زيدان" المعروف بمناصرته لـ (تحرير الشام) المشاركينَ في المظاهرات بـ"صفادع الشمال"، وقال في منشور له على تلغرام: "ضفادع الشمال المحرر اليوم بصورة أبواق تهاجم مَن باع نفسه لله ... مرابطًا لحماية ما تبقّى من جغرافية الثورة ... إنّهم ينفّذون أجندة الاحتلال".
وهذه الرود من قياديي وتابعي (هيئة تحرير الشام) تندرج ضمن "المنهج الخارجي" الذي تتمسك به الهيئة رغم تلوّنها وتغيّرها من جسم إلى آخر من بداية نشوئها بمسمّى (جبهة النصرة) وانتهاءً بتحوّلها إلى (هيئة تحرير الشام).
فعلى الرغم من تخلي "تحرير الشام" عن كثير من مرتكزاتها وسلوكياتها في سبيل البقاء والاستمرار، إلا أنّها لم تتخلّ عن أهم معالم المنهج الخارجي وهو: "التكفير والتخوين"، حيث أصبح سلاحًا في يدها تسلّطه على من يخالفها أو ينتقدها أو تعتقد أنّه يشكّل خطرًا على استمرارها، وذلك لإيجاد مسوّغات للانقضاض على هؤلاء المخالفين وإنهائهم في مرحلة لاحقة، كما فعلت مع أكثر من 20 فصيلًا في الثورة السورية، وبمثل هذه الذرائع اعتقلت العديد من النشطاء وقامت بتصفيتهم في سجونها.
إضافة تعليق جديد